أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاء عمليتها العسكرية في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد أكثر من 10 أيام من اقتحامه وتحويله إلى ثكنة عسكرية.
وأقر جيش الاحتلال بأنه اعتقل نحو 200 شخص خلال اقتحامه للمستشفى، وقال في بيان اليوم الأحد “انتهت خلال الأسبوع الأخير العملية الخاصة التي جرت بمستشفى ناصر في خان يونس ضد حركة حماس”.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه عثر على علب أدوية غير مستخدمة تحمل أسماء بعض الأسرى الإسرائيليين، كما عثر على وسائل قتالية كثيرة في المستشفى.
واقتحمت قوات الاحتلال مستشفى ناصر المكتظ بالجرحى والمرضى وآلاف النازحين في 15 فبراير/شباط الجاري، بعد محاصرته لأيام وقتل عدد من الموجودين في محيطه برصاص قناصة الجيش الإسرائيلي، وأجبرت النازحين إخلاءه متذرعة بالاشتباه بوجود نشاط لحماس داخله، وهو ما نفته الحركة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة حينها إن الجيش الإسرائيلي أخرج مستشفى ناصر -وهو الأكبر والأهم في جنوبي قطاع غزة- من الخدمة وحوّله إلى ثكنة عسكرية.
وأوضح أن جيش الاحتلال اعتقل واعتدى على المرضى والفرق الطبية في المستشفى، وتسبب في مقتل 8 مرضى.
كما وصفت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط حنان بلخي الوضع في مستشفى ناصر بالكارثي، وأكدت خشية المنظمة على سلامة المرضى.
مصير مجهول
وكانت وزارة الصحة في غزة حذرت الأحد الماضي من مصير مجهول يواجه 150 مريضا يتكدسون في غرف وممرات المستشفى دون فرصة للحصول على رعاية طبية.
وقالت إن المرضى لا يستطيعون الحركة، وهم مكدسون داخل غرف وممرات المبنى القديم في مجمع ناصر، بعد اعتقال 70 من إدارة المجمع وفرقه الطبية.
كما أكدت أن الاحتلال يرفض إخلاء المرضى لتلقي العلاج في مستشفيات أخرى، مما يعرض حياتهم للخطر، وأشارت إلى أن من بين المرضى نزلاء بالعناية المركزة، ومرضى بحاجة للغسيل الكلوي، وأطفالا في وحدة الحضانة، بالإضافة إلى حالات الحروق والبتر والشلل الرباعي.
كما أعلنت الوزارة الأسبوع الماضي أنها تمكنت من إخلاء 14 مريضا من داخل المستشفى بجهود منظمة الصحة العالمية، بعضهم مرضى في العناية المركزة.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 22 يناير/كانون الثاني الماضي، سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خان يونس، وفي محيط مستشفيات المدينة، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية منها، مما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.