25/7/2023–|آخر تحديث: 25/7/202308:16 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
قال مصدر عسكري للجزيرة أن الجيش السوداني صد هجوما مما اسماه “مليشيا الدعم السريع المتمردة” على سلاح الأسلحة ومعهد التدريب المهني بمنطقة الكدرو شمالي الخرطوم بحري.
وأضاف المصدر أن الجيش قتل 60 عنصرا وأوقع عدة جرحى في صفوف الدعم السريع فيما قتل أحد جنود الجيش، وتمكن الجيش من تدمير عربيتين مقاتلتين.
في الأثناء قال مصدر بالشرطة للجزيرة إن قوات الدعم السريع أطلقت عدة قذائف على معسكر الاحتياطي المركزي في أم درمان غرب الخرطوم الكبرى، واعترضتها الدفاعات الأرضية، وقتل 7 من المهاجمين وتم الاستيلاء على 3 قذائف مورتر.
في ذات الوقت حلقت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني بصورة مكثفة، منذ الصباح الباكر، في سماء مدن العاصمة السودانية، الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
كما أفاد مراسل الجزيرة بإطلاق قوات الدعم السريع نيران المضادات الأرضية في وسط وجنوب أم درمان ووسط الخرطوم، مشيرا إلى أن صواريخ موجهة انطلقت من منطقة “وادي سيّدنا” العسكرية صوب تجمعات الدعم السريع شمالي أم درمان.
مع استمرار تلك الاشتباكات قتل 16 مدنيا في حي أمبدة في أم درمان إثر قصف مدفعي حيث سقطت عدة قذائف كاتيوشا على منازل المواطنين.
يأتي هذا بينما أفادت مصادر محلية للجزيرة بوقوع تبادل كثيف للنيران صباح اليوم، الثلاثاء، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في الناحيتين الشمالية والشرقية لمدينة نيالا، بولاية جنوب دارفور.
عقبات أمام الهدنة
سياسيا قال الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني وعضو مجلس السيادة، أن أي هدنة مع قوات الدعم السريع، التي وصف عناصرها بـ”اللصوص والمجرمين”، لن تكون إلا بعد تأمين كل المدن في إقليمي، كردفان ودارفور، حتى “أم دافوق” مع حدود إفريقيا الوسطى، من انتهاكات قوات الدعم السريع.
ورفض العطا بشدة مبادرة تقودها كينيا لإرسال قوات حفظ سلام من شرق أفريقيا وأشار إلى أن أيا من هذه القوات لن يعود إلى بلده على قيد الحياة.
كما اتهم القائد العسكري ثالثة بدفع كينيا لطرح هذه المبادرتها، دون أن يذكر هذه الدولة بالاسم.
في ذات السياق قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار إن منبر جدة التفاوضي بين الجيش وقوات الدعم السريع تنقصه الآليات والقضايا الإجرائية، وهي نواقص يجب أن تسبق التفاوض على مسألة إيقاف الحرب.
وأوضح عقار أن المفاوضات تعاني من إشكالية، تتمثل بعدم وجود التبعات والإجراءات المتعلقة بتنفيذ الهدن بين الطرفين.
وقال إن أي هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار يتطلب أولاً تحديد الحيز الجغرافي، وإعادة انتشار القوات، والممرات الآمنة، ومن ثم تحديد آليات التنفيذ والمراقبة.
من جهته، قال يوسف عزت، المستشار السياسي لقوات الدعم السريع، إن الوقت حان لإنهاء الحرب وإحلال السلام في السودان، مؤكدا استعداد الدعم السريع للمشاركة في أي نوع من الاجتماعات لإحلال السلام “ووقف الحرب في دارفور وفي السودان”.
ترافقت تصريحات الأطراف السودانية مع اعلان بريطانيا أنها تعمل مع طرفي الأزمة السودانية لمحاولة الوصول لحل سلمي.
ففي مقابلة مع الجزيرة قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي ” نستمر في العمل مباشرة مع القادة العسكريين في السودان وايضا مع اصدقاءنا في المنطقة… وقدرتنا على دعم السودانيين ستصبح أكثر سهولة إن تمكنا من ايجاد حل سلمي بين الطرفين هناك. سنستمر بالدفع بهذا الاتجاه بشكل ثنائي وبمساعدة اصدقاءنا في المنطقة لتحقيق السلام في السودان”.
عقوبات أوروبية
في سياق متصل قالت مصادر دبلوماسية مطلعة إن الاتحاد الأوروبي يعد إطار عمل للعقوبات مخصصا للسودان، ويستهدف الجهات الرئيسية الفاعلة في الحرب، وتشمل العقوبات المرتقبة حظر السفر، وتجميد الأصول والحسابات المصرفية.
وأضافت المصادر أن وثيقة الاقتراح جرى تبادلها بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، وستناقش تفاصيلها خلال الأسابيع القادمة، على أن يُنتهى منها بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل.
وكان الرئيس الرئيس الأميركي جو بايدن قد وقع على أمر تنفيذي في أوائل مايو /أيار الماضي يضع أساس عمل عقوبات أمريكية محتملة.
ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على كيانات وأفراد مرتبطين بمجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة بقيادة يفجيني بريجوجن، بما يشمل عملياتها في السودان وشركتين لاستخراج الذهب.
آثار كارثية
وبعد أكثر من 100 يوم على اندلاع القتال في السودان، تتفاقم الآثار الاجتماعية الكارثية، فقد قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنّ نحو 19 مليونا، أي ما يمثل أكثر من 40% من سكان السودان، يواجهون الجوع، بسبب الصراع هناك.
من جانبها، أوضحت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من ثلاثة ملايين وثلاثمئة ألف شخص نزحوا داخل البلاد، أو عبر الحدود، منذ اندلاع القتال.
وأضافت المفوضية، في تقرير لها، أنّ أكثر من 47 ألف لاجئ سوداني فروا خارج البلاد في ظروف مزرية.
وأشارت إلى أن عدد اللاجئين السودانيين إلى تشاد تجاوز الضعف، الشهر الماضي، ليصل إلى 260 ألفاً.
كما قالت إن أكثر من 185 ألف لاجئ غير سوداني كانوا في السودان، اضطروا للانتقال إلى مناطق أكثر أمنا داخل البلاد، وباتوا عالقين هناك.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فقد باتت “أكثر من 67% من مستشفيات البلد خارج الخدمة”.