قصفت طائرات الجيش السوداني اليوم الأربعاء لأول مرة مواقع لقوات الدعم السريع في مدينة الأبيض وسط البلاد، فيما قالت نقابة أطباء السودان إن الوضع بمدينة الجنينة غربي البلاد كارثي وإن جميع مستشفياتها معطلة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوداني شن قصفا جويا للمرة الأولى منذ اندلاع الاشتباكات على مواقع تمركز قوات الدعم السريع في غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وأضاف المراسل أن قوات الدعم السريع ردت على القصف الجوي بإطلاق مضادات الطيران.
وكانت المدينة شهدت مواجهات بين الجانبين منذ بدء القتال منتصف أبريل/نيسان الماضي.
من ناحية أخرى، قال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة اليوم الأربعاء إن الجيش أسقط طائرتين مسيرتين أثناء محاولة الدعم السريع أمس الثلاثاء قصف سلاح المدرعات في الخرطوم.
وفي العاصمة أيضا، أفاد مصدر طبي بوقوع عدد من القتلى والجرحى نقلوا إلى مستشفى بشائر، وذلك جراء قصف استهدف فجر اليوم منطقة حي النهضة بضاحية الإنقاذ جنوبي الخرطوم.
وكانت غرفة طوارئ جنوب الحزام الواقعة جنوبي الخرطوم قالت في وقت سابق إن قصفا جويا أودى بحياة 4 مدنيين، فضلا عن إصابة آخرين مساء أمس.
مدينة الجنينة
وقالت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) إن الوضع في مدينة الجنينة غرب إقليم دارفور كارثي، وهو الأسوأ على الإطلاق، مشيرة إلى أن جميع مستشفيات المدينة خارج الخدمة.
وأضافت النقابة أنه يتعذر تماما حصر ضحايا أعمال العنف القبلي والاشتباكات بسبب خروج المستشفيات من الخدمة وانقطاع الاتصالات.
#الجنينة_تنزف #الجنينة_ابادة_جماعية #الجنينة_تحترق
حساب بنكك
٢٣٦٧٩٤٩
حي الزهور الجنينه تم حرقه تماما وحاليا عندنا أسر من الحي متواجدين علي منطقه علي الحدود بحوجه مساهمات تشمل مواد طبيه وتموينه وملابس وخيم المساعدات من المنظمات متوقفه تماما بسبب الحرب اللعينه pic.twitter.com/AjWAaJaVoY— Saadia سعدية (@sadiea8) June 13, 2023
وأفاد مراسل الجزيرة على الحدود السودانية التشادية بسماع دوي القذائف الثقيلة على مدار الساعات الماضية في مدينة الجنينة ومحيطها.
وأضاف المراسل أن سكان مدينة أدري التشادية سمعوا أصوات القذائف التي لا يعرف موقع إطلاقها في الداخل السوداني على وجه التحديد.
وقال شهود عيان إن استمرار إطلاق النار في الجنينة يحول دون خروج معظم السكان من المدينة.
وفي السياق نفسه، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء الوضع في دارفور والتقارير التي تتحدث عن أعمال عنف واسعة النطاق وسقوط ضحايا في جميع أنحاء المنطقة نتيجة الصراع بين الجيش والدعم السريع.
وجدد غوتيريش -وفق ما نقل عنه المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك- دعوته القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لوقف القتال والالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية.
وقال دوجاريك إن هناك الآن في إقليم دارفور ما يقارب 9 ملايين شخص الآن في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية.
تصريحات عقار
وعلى الصعيد السياسي، قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني في تصريحات للجزيرة مباشر على هامش قمة هيئة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في جيبوتي إنه تم الاتفاق مع الدول الأعضاء في الهيئة على عقد لقاء بين الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني وبين قائد ما سماها قوات الدعم السريع المتمردة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأضاف عقار أن اللقاء الذي لم يحدد مكان انعقاده سيبحث 3 قضايا، وهي وقف إطلاق النار والملفان الإنساني والسياسي.
وقبل تصريحات عقار، قال مسؤول سوداني (رفض الكشف عن اسمه) إن اللقاء بين البرهان وحميدتي “لن يتم في ظل الظروف الراهنة”.
وأضاف المسؤول السوداني أن قيادة الجيش ومجلس السيادة لديهما تحفظات عدة على بيان قمة إيغاد التي عقدت في جيبوتي أول أمس الاثنين.
وقالت وزارة الخارجية السودانية إن وفد بلادها إلى القمة أبدى اعتراضه على عدد من الفقرات في مسودة البيان الختامي لعدم مناقشتها والاتفاق عليها.
ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروق خلال سلسلة هدن لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجات من النزوح واللجوء.