اتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع باحتجاز شاحنات مساعدات إنسانية كانت في طريقها لمدينة الفاشر غربي السودان، بينما اختصر رئيس منظمة “أطباء بلا حدود” حاجات اللاجئين الذين فروا بشكل جماعي من العنف بـ”الماء والغذاء والكرامة”.
فقد قالت الخارجية السودانية -في بيان- إن من وصفتهم بالمليشيات احتجزت عددا من شاحنات المساعدات الإنسانية من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كانت في طريقها للفاشر للمساهمة في احتواء الأزمة الغذائية والصحية في معسكرات النازحين، خاصة انتشار حالات سوء التغذية وسط الأطفال.
وأضافت في بيانها أن قوات الدعم نفذت تهديداتها المعلنة بمنع وصول قوافل المساعدات الإنسانية عبر مسار الدبة-مليط-الفاشر، حيث حشدت أعدادا من عناصرها بالقرب من مليط لقطع الطريق على قوافل المساعدات الإنسانية والاستيلاء على تلك المساعدات.
وأشارت إلى أنه منذ بدء شهر رمضان المبارك، صعدت قوات الدعم اعتداءاتها على القرى الآمنة في ولايات الجزيرة، وشمال وجنوب كردفان.
واتهمت عناصر الدعم السريع بمهاجمة 28 قرية في ولاية الجزيرة وحدها خلال الأسبوعين الماضيين وبقتل 43 من المدنيين، ونهب ممتلكات مواطني هذه القرى ومحصولاتهم الغذائية، وتحويل أعداد كبيرة منهم لنازحين ومشردين، بحسب ما ورد في بيان الخارجية السودانية.
وأشارت الوزارة إلى التقرير الاستقصائي لقناة “سي إن إن” الأميركية، الذي وثق ممارسات عناصر الدعم ضد القرويين بما فيها أعمال السخرة والتجنيد القسري للأطفال.
من جهة ثانية، قال خريستوس خريستو في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية بعد عودته من رحلة زار خلالها مخيمات اللاجئين في شرق تشاد ودارفور في السودان “رأيت بنفسي أن منظمة أطباء بلا حدود تبذل قصارى جهدها من أجل توفير المياه، حتى لو كان ذلك خارج نطاق خبرة المنظمة الطبية”.
وأشار خريستو إلى نقص الطعام، ولفت إلى أن اللاجئين طلبوا أيضا الحصول على شيء آخر لكنه غير ملموس وهو “الكرامة”.
وأدى القتال منذ 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الرجل الثاني السابق في السلطة العسكرية، إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح نحو 8 ملايين آخرين وفرار أكثر من 600 ألف.
وتمكن خريستو من الذهاب إلى دارفور الواقعة على الحدود مع تشاد لتفقد عمليات منظمة “أطباء بلا حدود” على الأرض.
وروى “بمجرد عبور الحدود وسلوك الطريق المؤدية إلى دارفور، يمكنكم أن تروا وأن تتخيلوا مستوى العنف والفظائع التي حدثت في الأشهر الأخيرة”، خصوصا مستوى الدمار في الجنينة في غرب دارفور.