أعلنت وزارة خارجية السودان اليوم الثلاثاء “تجميد التعامل” مع الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) بسبب ما وصفته بتجاوزات ارتكبتها المنظمة التي دعت قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”، لحضور قمتها.
وحسب بيان صدر اليوم عن وزارة الخارجية، فقد أبلغ وزير الخارجية السوداني علي الصادق، وزير الشؤون الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، الذي يرأس مجلس إيغاد الوزاري باعتبار أن بلاده هي رئيس لدورة إيغاد الحالية، قرار حكومة السودان وقف الانخراط وتجميد التعامل مع (إيغاد) بشأن ملف الأزمة الراهنة في السودان.
وأرجعت الخارجية السودانية قرارها إلى ما قالت إنها تجاوزات ارتكبتها المنظمة بإقحام الوضع في السودان ضمن جدول أعمال القمة الاستثنائية 42 لرؤساء دول وحكومات إيغاد، المقرر عقدها في أوغندا 18 يناير/كانون الثاني 2024، دون التشاور مع السودان.
وقالت الوزارة إنها أبلغت الإيغاد باعتراضها على “دعوة قائد المليشيا للحضور في مكان انعقاد القمة الطارئة بكمبالا، في سابقة خطيرة في تاريخ إيغاد والمنظمات الإقليمية والدولية، الأمر الذي يعتبره السودان انتهاكا لسيادته فضلا عن كونه مخالفة جسيمة لمواثيق إيغاد، والقواعد التي تحكم عمل المنظمات الدولية والإقليمية”.
البرهان وحميدتي
ويتعلق اعتراض الخارجية السودانية بقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي تخوض قواته حربا ضد الجيش السوداني منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على 7 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وكان حميدتي جزءا من السلطة السودانية، حيث كان نائبا لرئيس مجلس السيادة الذي يترأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، لكن الجانبين دخلا في خلاف حاد بسبب خطة للانتقال السياسي بعيدا عن الحكم العسكري، وبأمور تتعلق بدمج قوات الدعم السريع في الجيش، وتطور الأمر إلى حرب أهلية مدمرة.
وحسب وكالة رويترز للأنباء، فإن إيغاد عرضت مؤخرا التوسط بين قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بطرق تشمل استضافة اجتماع، وهو ما وافق عليه الجانبان منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقبل 3 أيام كان مجلس السيادة الانتقالي في السودان، قد أعلن تلقيه دعوة من إيغاد لحضور قمة أوغندا بشأن السودان والصومال. واعتبر المجلس، في بيان، أنه ليس هناك ما يستوجب عقد قمة لمناقشة أمر السودان، قبل تنفيذ مخرجات القمة السابقة في جيبوتي.
أما حميدتي، فقد أعلن -عبر حسابه بمنصة إكس- قبوله دعوة إيغاد لحضور قمة أوغندا.
وبعدما توارى عن الأنظار لأشهر، ظهر حميدتي في الآونة الأخيرة وقام بجولة شملت زيارة العديد من الدول الأفريقية ولقاء شخصيات سياسية سودانية.
جدير بالذكر أن إيغاد هي منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم دولا من شرق أفريقيا هي: إثيوبيا وكينيا، وأوغندا، والصومال، وجيبوتي، وإريتريا، والسودان وجنوب السودان.