21/3/2024–|آخر تحديث: 21/3/202405:14 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قال الداعية حمود العنزي إن المسلم لا بد وأن يواجه عقبات وهو في طريقه إلى الله، مما يجعله بحاجة إلى التقوى، مشيرا إلى أن بعض التربية يكون بمنع الإنسان مما هو حلال كما هي الحال في الصيام.
وخلال مشاركته في برنامج “الشريعة والحياة”، قال العنزي إن امتناع الإنسان عن المباحات التي ألفها خلال الصوم من طعام وشراب وعلاقة زوجية، تجعله أكثر قدرة على ترك المحرمات من ربا وزنى وأكل حرام.
ومن هذا المنطلق، جعل الله -سبحانه وتعالى- التقوى غاية للصوم (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، لأنه يربي المسلم على ترك ما حرَّم الله من خلال امتناعه عمَّا أحل الله ثلاثين يوما كاملة، كما يقول العنزي.
تدريب على ترك الحرام
ووصف الداعية الإسلامي الصيام بأنه تدريب من الله -عز وجل- لعباده على ترك الحرام، قائلا “إن الصوم ليس الامتناع عن الحلال وإنما عن المحرمات”.
ولفت إلى أن الله -وإن أجاز الفدية لمن لا يقدر على الصيام- فإنه وصف الصوم بأنه خير من الفدية بقوله تعالى (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون)، قبل أن ينسخها بقوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
ومع ذلك، فقد وضع الله استثناءات السفر والمرض التي أجاز فيها استبدال الصوم بالفدية رأفة ورحمة بعباده، لأنه سبحانه (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).
وقال العنزي إن الله حض الإنسان -خلال آيات الصيام- على ستر عيوب أخيه والعفو عنه بقوله تعالى (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) وصولا إلى قوله تعالى (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم).
ومن الأمور التي يقع فيها البعض خلال رمضان -كما يقول الداعية- أن يرتكب الحرام في ليل رمضان بعد امتناعه عنه في نهاره، أو أن يسرف في تناول الحلال وهو أمر منهي عنه أيضا، حسب قوله.
إلى جانب ذلك، فإن أخلاق الصيام تحض المسلم على الامتناع عن الأمور غير المفيدة وموبقاتها مثل المسلسلات والبرامج التي يغضب بعضها الله، أو التبذير والإسراف في تناول الطعام، وفق العنزي الذي يرى أن تجنب هذه الأمور يقرب الإنسان من التقوى التي هي غاية الصيام.
الشعور بأهل غزة
وفي جانب آخر، فإن الصوم هو درب من دروب شعور الأغنياء بما يعانيه الفقراء، وما يجري حاليا في قطاع غزة أكبر مثال على ذلك، حيث لا يجد المسلمون ما يأكلونه ولا يشربونه، كما يقول العنزي.
ووفقا للداعية الإسلامي، فإن على المسلمين اليوم دعم غزة وفلسطين بكل قوة، لأنها أرض الرباط التي تدافع عن الأمة كلها، مؤكدا أن الله أمر وحثّ ورغّب المسلمين في نصرة المجاهدين.
وأضاف العنزي “أهل غزة أولى بالطعام، ومن حكم الصيام أن نستشعر حالهم ونحن نأكل أصنافا من الطعام، بينما هم لا يجدون لقمة واحدة منذ أشهر”.
وختم العنزي بالقول إن من أخلاق الصيام أن يعطي بعض المسلمين بعضا، وأن يشعر بعضهم ببعض وألا يسلم الواحد منهم أخاه للجوع أو للخوف أو للعدو، مؤكدا أن هذا الأمر ينطبق على غزة حاليا.