قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن اختراقات جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان لا تزال محدودة، ولم تحقق إنجازات عسكرية كبيرة، متوقعًا أن يحقق حزب الله اللبناني مفاجآت نوعية الفترة القادمة.
وأعلن حزب الله -اليوم الجمعة- أنه قصف مواقع إسرائيلية شمال حيفا وعكا وفي الجولان المحتل، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 3 جنود كوماندوز وضابط بلواء غولاني بجروح خطرة في معارك لبنان، واستدعاء لواء احتياطي إضافي للجبهة الشمالية.
وخلال تحليل للمشهد العسكري بمنطقة الجنوب اللبناني، أشار الدويري إلى أن العمليات البرية التي يقودها جيش الاحتلال لم تؤدِ إلى سيطرة فعلية على الأرض، رغم مرور أكثر من أسبوعين.
وأوضح أن القصف المستمر على مناطق مثل عيتا الشعب يظهر أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من السيطرة الكاملة على تلك المناطق، مضيفًا أن الصور التي ينشرها لرفع العلم الإسرائيلي في بعض المناطق لا تعني تحقيق اختراقات عميقة، بل تقتصر على اختراقات محدودة لا تتجاوز مئات الأمتار.
ولفت الخبير العسكري إلى أن الجيش الإسرائيلي قد دخل بالفعل إلى بعض المناطق، لكنه أجبر على التراجع تحت ضغط المقاومة اللبنانية.
وأضاف أن الاختراقات الإسرائيلية وصلت في بعض الأحيان إلى كيلو أو كيلومترين بمنطقة القوزح، لكن العمليات هناك تبقى محدودة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستخدم 5 فرق قتالية في مناطق متعددة تمتد من النافورة إلى مزارع شبعا، لكن الإنجازات على الأرض لا تزال محدودة.
وأشار الدويري إلى أن حزب الله لم يكشف حتى الآن عن كامل قوته العسكرية، لافتًا إلى أنه يمتلك ترسانة من الصواريخ تقدر بأكثر من 150 ألف صاروخ، منها صواريخ دقيقة وصواريخ كروز.
وأكد الخبير العسكري أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدا نوعيا من حزب الله، خاصة في ظل إدارة المعركة وفق خطط مرسومة بدقة.
وتوقع الدويري أن يحقق حزب الله مفاجآت نوعية، سواء من حيث الكم أو النوع، في حال استمرار المعركة، مضيفا بأن قيادة المقاومة تملك المعرفة والخطط لإدارة التصعيد وتحقيق أهدافها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري عملية برية في جنوب لبنان لمهاجمة مواقع لحزب الله.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 2412 قتيلا، و11 ألفا و267 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح.
وقد جرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول بيانات رسمية لبنانية حتى مساء أمس.