تخوض فصائل المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة حمد السكنية غربي خان يونس (جنوبي قطاع غزة) وقالت -في بيانات متتالية- إنها أوقعت قوات إسرائيلية خاصة في كمائن محكمة.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن معارك خان يونس والاشتباكات فيها مختلفة عن غزة، وهي اختيارية من قبل المقاومة.
ومضى الدويري -خلال معرض تحليله للمشهد الميداني للجزيرة- موضحا أن مدينة حمد تم تجاوزها كغيرها من مناطق خان يونس منذ أشهر “ليتضح أن التصريحات الإسرائيلية مجافية للحقيقة”.
وأشار إلى وجود 6 ألوية في خان يونس منها 4 أولوية لقوات المشاة (النخبة) إلى جانب لواءي مدرع، مبينا أن عمليات المقاومة حاليا تعتبر انتقائية بعد 3 أشهر من القصف الجوي المتواصل والمعارك البرية ونسف المربعات السكنية.
وبين أن هذا القصف والتدمير فرض على المقاومة أن يكون معظم وقتها تحت الأرض، لكن مقاتليها يخرجون في اللحظة المناسبة والفارقة لاصطياد هدف دسم كتفخيخ منزل وتفجيره، أو استدراج لمناطق تقتيل أو تفجير فتحات أنفاق.
أما العمليات الحالية لجيش الاحتلال فهي تندرج -بحسب الدويري- في إطار البحث عن أشخاص محددين بناء على معلومات استخبارية، أكثر منها لتحقيق أهداف واقعية مؤطرة جغرافيا.
واستدل الخبير العسكري بالقصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى والذي استهدف -وفق تقارير رسمية إسرائيلية- مروان عيسى الرجل الثاني في كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- دون أي تأكيد من الأخيرة لتلك المزاعم.
ولهذا يعتقد جيش الاحتلال أن قيادات بارزة في حماس وجناحها العسكري -على غرار رئيسها في غزة يحيى السنوار والناطق باسم الكتائب أبو عبيدة وغيرهم- قد يوجدون بمدينة حمد، بحسب الدويري.
تجدر الإشارة إلى أن كتائب القسام أعلنت -الثلاثاء- إيقاع قوتين إسرائيليتين راجلتين في كمين محكم والاشتباك مع أفرادهما من المسافة صفر بمدينة حمد، مشيرة إلى رصدها عملية إخلاء القتلى والجرحى من طرف طائرات الاحتلال.
كما فجر مقاتلو سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– عبوة شديدة الانفجار في قوة إسرائيلية قوامها 6 أفراد تحصنت داخل شقة سكنية بمدينة حمد، وقصف مقاتلوها -أيضا- بقذائف الهاون تجمعات لجنود الاحتلال وسط المدينة ذاتها.