قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن انسحاب جيش الاحتلال من مناطق كبيرة شمالي قطاع غزة يأتي للتخلص من معركة خاسرة وفاشلة، مؤكدا أن الأنفاق التي اكتشفت هي أنفاق خدمات وليست دفاعية.
وأوضح الدويري -خلال تحليله العسكري للجزيرة- أن كلمة الانسحاب لم تكن ضمن الأجندة الإسرائيلية بعد عملية طوفان الأقصى، إذ كان الحديث عن احتلال القطاع وتهجير سكانه، ولكن هذه المصطلحات تغيرت وأدخلت على مستوى المعركة في ظل التطورات الميدانية.
وأشار إلى أن القاعدة في العلوم العسكرية تقول إن الانسحاب لا يتم في أثناء المعركة إلا للتخلص من معركة فاشلة وتحت الإكراه والستار الدخاني، أو إعادة انتشار القوات لمساعدة منطقة أخرى، مبينا أن الحالة الثانية لا تنطبق على معارك غزة.
وشدد على أن المعركة الحالية مختلفة ولا مثيل لها لكونها حربا غير متناظرة بين جيش نظامي وفصائل مسلحة، وأيضا لكونها حربا داخل المدن حيث لا خبرة للجيش الإسرائيلي، إضافة إلى أنها المرة الأولى التي يفصل فيها سطح الأرض بين طرفي القتال.
أنفاق غزة
وفي تعليقه على تصريحات جيش الاحتلال باكتشافه أنفاقا إستراتيجية في غزة، قال الخبير العسكري إن أنفاقا اكتشفت بالفعل، ولكنها ليست دفاعية أو هجومية، بل إنها أنفاق خدمات لوجستية ومنامات ومناطق تكديس ذخيرة.
ولفت إلى أن بعض الأنفاق صممت لغايات محددة مثل النفق الذي اكتشف قرب معبر بيت حانون (إيريز)، لافتا إلى أن من صممها لديه حس أمني عال وفصل بين أنواعها إذ لا يُجدي إغراقها بالمياه، لأنها ليست قائمة على نظرية الأواني المستطرقة.
وأضاف أن عدد الأنفاق في غزة يقدر بـ1300 نفق، وطولها يصل إلى 570 كيلومترا وبعضها قد يصل إلى 3 طوابق.