قال أحد القادة الميدانيين لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في مقطع فيديو، إن الاحتلال واهم ويبحث عن سراب بحديثه عن تفكيك قدرات حماس العسكرية، مؤكدا أن القسام فكرة لن تنتهي “وما زال مقاتلونا بسلام وأمان”.
وفي هذا الإطار علّق الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، على كلام القائد القسامي قائلا إن الفيديو يختلف عن كل الفيديوهات السابقة، حيث أرسل برسائل لداعمي المقاومة، وكذلك رسائل تحدٍ للاحتلال.
وأكد الدويري خلال تحليله للجزيرة، أن كلام المتحدث ينسجم من محتوى الفيديو، بعد تضمنه عملية نوعية للمقاومة ضمن مسافة لا تزيد عن 800 متر من السياج الحدودي، رغم أن عمليات جيش الاحتلال دخلت شهرها الثالث شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأشار إلى أن الفيديو يؤكد أن أنفاق المقاومة الهجومية لا تزال موجودة ولم تُدمّر أو تُكتشف، مضيفا أن معظم العمليات المؤلمة للاحتلال تأتي في عمق المناطق التي دخلها، مثلما حدث بالبريج وجحر الديك وخان يونس.
ونبّه الدويري إلى أنه لا يستغرب إن أقدمت كتائب القسام على قصف وسط فلسطين المحتلة في لحظة ما، مرجعا ذلك إلى أن من يدير المعركة يأخذ في حسابه السيناريو الأسوأ، “ولا يمكن للقسام أن يجرد نفسه من سلاحه الإستراتيجي؛ لأن أمد المعركة غير معروف”.
ولم ينكر الخبير الإستراتيجي معاناة المقاومة وخسارتها كثيرا جراء القصف الإسرائيلي، لكنه تساءل في الوقت نفسه “هل أدت هذه الضربات إلى خلل بالمعركة الدفاعية؟”، ليجيب بالنفي قطعا.
وأضاف متسائلا “هل دانت السيطرة للاحتلال في كيلومتر مربع واحد من إجمالي مساحة قطاع غزة؟”، ليرد قائلا إن “المقاومة لا تزال فاعلة ومتماسكة وتدير معركتها بنجاعة، وبكثير من الحالات هي صاحبة اليد العليا”.
“تصعيد متدرج”
وحول تطورات الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، شدد الدويري على أن ما يحدث “تصعيد متدرج ولكنه منضبط”، مستعرضا تطور التصعيد بالمنطقة، وتوسع نطاقه الجغرافي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف أن كلا الجانبين “لا يرغبان بالتوجه للحرب المفتوحة؛ فهي مكلفة للبنان، وكذلك لجيش الاحتلال الذي استُنزف في غزة”.
وخلص إلى أن المعادلة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل تشبه قانون نيوتن الثالث للحركة، إذ إنه “لكل فعل رد فعل مساوٍ له بالمقدار، ومعاكس له بالاتجاه”.