قال المحلل العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، إن المنطقة الشمالية من قطاع غزة شهدت انخفاضا في وتيرة القتال إلا أنه ما زال مستمرا حيث عادت قوات الاحتلال إلى 3 نقاط ارتكاز للمواجهة، وهو الأمر الذي يحقق معادلة رابحة لفصائل المقاومة.
وأوضح، في تحليل للجزيرة، أنه وبرغم انسحاب 3 فرق لجيش الاحتلال من الشمال فلا تزال هناك ألوية في الشمال، لافتا إلى أن الفرقة الـ36 لم تكمل انسحابها بعد من الشمال ولا يزال يوجد جزء كبير منها إلى الشرق من منطقة جحر الديك.
وأشار الدويري إلى أن قوات الاحتلال الموجودة في المنطقة الشمالية في وضعية الاستعداد القتالي، وكانت قد أرسلت خلال الساعات الماضية كتيبة مدرعات مدعومة بكتيبة مشاة من لواء نحال مع سرية مدفعية لمناطق بسبب وجود تطورات غير طبيعية فيها تتمثل في حركة مقاتلين.
وذكر الخبير العسكري أن آلية تعامل المقاومة مع تلك القوات مختلفة عما كان عليه في السابق، وذلك عبر إرسالها جماعات استطلاع تعتمد مقاربة الذئاب المنفردة أو الجماعات الصغيرة، والتي تتعامل مع القوات المعادية بمجرد دخولها ضمن إطار المدى المحدد، وتؤدي أكثر من دور وهي المراقبة والاستطلاع وجلب المعلومة.
آلية استدراج
وتابع بأنه بعد ذلك يتم اعتماد آلية استدراج تلك القوات لـ”مناطق تقتيل”، حيث تبدأ المرحلة الثانية باستخدام الحشوات والعبوات والألغام، وإذا تمكنت القوات المعادية من تجاوزها، تأتي المرحلة الثالثة وهي المرحلة التصادمية ومعركة الصد المباشر.
ويرى الدويري أن ذلك يحقق معادلة رابحة بالنسبة لفصائل لمقاومة، لأن المعادلة المقابلة هي بقاء قوات الاحتلال في الغلاف وقيامها على مدار الساعة بتنفيذ عمليات قصف بالطائرات العمودية والمسيّرة أو القصف المدفعي والصاروخي، وفي هذه الحالة تتلقى المقاومة الضربات دون أن يكون متاحا لها رد الفعل.
وفي سياق تعليقه على ما ظهر من مقاطع فيديو جديدة للمقاومة من الشمال، لفت الدويري إلى أنها اتسمت بمتغيرين جديدين أولهما طبيعة الأماكن التي يخرج منها مقاتلو المقاومة، وهي الأنفاق، وذلك بعد أن كان خروجهم في المقاطع السابقة من بين الأنقاض وفي أراض زراعية.
فيما تمثل المتغير الثاني -حسب الدويري- في روعة تصوير المشاهد وتضمنها تفاصيل جديدة، حيث أتاحت للمشاهد تتبع مسار المقذوف وحركته، كما شملت الاستهدافات لآليات جيش الاحتلال وقواته مقاربة أخرى عبر اعتماد العمليات المزدوجة.
وبشأن ما أعلنه الجيش الإسرائيلي من دوي صفارات الإنذار في حيفا بعد إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي مشبوه، وسقوط شظايا هذا الصاروخ في مدينة طمرة شمال حيفا، قال الدويري إنه من المرجح أن تكون طائرة مسيّرة من الجنوب اللبناني في سياق رد الاعتبار بعد الاختراقات الإسرائيلية الأخيرة.
واعتبر الدويري أن تصعيد نبرة المسؤولين الإسرائيليين في الحديث عن المواجهة مع حزب الله يعكس أزمتهم في جبهة قطاع غزة وعدم تحقيق أي من أهداف الحرب فيها، وهو بمثابة هروب للأمام، ويؤشر لمحاولة إعادة خلط الأوراق بتوسيع جبهة الشمال والدخول في حرب شاملة.