استقال بادي كوسغريف من منصب الرئيس التنفيذي لقمة الويب بعد إدلائه بتصريحات انتقد فيها ضمنا إسرائيل في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتسببت تصريحاته في انسحاب شخصيات بارزة من المؤتمر.
وأدت هذه التصريحات إلى رد فعل عنيف من عدد من أصحاب رؤوس الأموال ومؤسسي التكنولوجيا، إذ أكد عدد من المدعوين البارزين والشركات الكبرى مقاطعة المؤتمر.
فقد قررت شركتا “غوغل” و”ميتا” عدم المشاركة في قمة الويب، التي تعد من أبرز المنتديات العالمية للتكنولوجيا، المقرر تنظيمها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في لشبونة.
كما أعلن غاري تان، رئيس مجموعة “واي كومبينيتر” الحاضنة للشركات الناشئة، مقاطعة المؤتمر، فقال في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا) “أرفض المشاركة في قمة الويب وألغي مشاركتي”، في حين قال سفير إسرائيل في البرتغال دور شابيرا إن “عشرات الشركات ألغت حتى الآن حضورها”.
جرائم حرب
وكان كوسغريف كتب تغريدة على منصة إكس جاء فيها أن “جرائم الحرب هي جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء”، في إشارة إلى الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، وعبّر عما وصفه بـ”صدمته لخطاب وأعمال عديد من القادة والحكومات الغربية دعما لإسرائيل”.
وإثر الحملة التي شُنت على كوسغريف (رجل الأعمال الأيرلندي الذي أسهم في تأسيس المؤتمر عام 2009 في دبلن)، نشر اعتذارا على مدونة قمة الويب، وعبر فيه عن أسفه على تسببه في “أذى عميق” بتوقيت بيانه ومحتواه. لكن ذلك لم يكن كافيا لوقف حملة المقاطعة من المتحدثين والجهات الراعية التي قررت الانسحاب من المؤتمر الذي حضره أكثر من 70 ألف شخص العام الماضي.
وقال كوسغريف لوكالة الصحافة الفرنسية “أقدم مرة أخرى اعتذاري الصادق عن أي معاناة قد أكون تسببت فيها”، مشيرا إلى أن قمة الويب ستعين مديرا عاما جديدا في أقرب وقت ممكن.
من جهته، قال متحدث باسم قمة الويب -التي تعقد منذ 2016 في لشبونة- إن نسخة هذا العام التي من المتوقع أن تجمع نحو 2300 شركة ناشئة وأكثر من 70 ألف مشارك ستعقد في موعدها في الفترة من 13 إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
والعام الماضي، اضطرت القمة إلى سحب الدعوات من متحدثي موقع “غرايزون” بعد رد فعل عنيف إزاء روايات الموقع المناهضة للحكومة الأوكرانية. فقد نشر الموقع قصصا منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، اتهم فيها كبار أعضاء الحكومة والجيش الأوكرانيين بالتعاطف مع النازيين.