9/12/2024–|آخر تحديث: 9/12/202406:44 م (بتوقيت مكة المكرمة)
منذ بدء عملية ردع العدوان في شمال سوريا، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بذكر المنشد الراحل عبد الباسط الساروت، المعروف بـ”بلبل الثورة وحارسها”، والذي قُتل دفاعا عنها عام 2019 خلال اشتباكات مع قوات النظام السوري في إدلب.
من كلمات الشهيد الساروت عن النصر والشهادة
أستذكرك في هذا اليوم المباركة وقد بدأت حمص تلبس ثوب النصر #حمص_تتحرر
pic.twitter.com/GLIBG96iOI— Wolverine (@Wolveri07681751) December 6, 2024
وعند السيطرة على كل منطقة، كان ذكره أول ما يخطر ببال كل السوريين، معبرين عن حزنهم لغيابه عن “فرحة التحرير”، ومتمنين له الرحمة ومنزلة الشهداء في الجنة، على حد قولهم.
رحم الله #الساروت #حماة_تتحرر pic.twitter.com/kYr5dCMlAX
— خَاتُونُ الرِّنْتِيسِي𓂆 (@khaatun74) December 4, 2024
الساروت التحق بركب الثورة السورية منذ بدأت في مارس/آذار 2011، وبات أحد أيقوناتها.
وترك عبد الباسط حينها نادي الكرامة، حيث لعب حارسا لمرمى فئة الناشئين، وخرج في المظاهرات والاعتصامات بمدينته حمص.
عُرف بحبه للأهازيج والهتافات والأناشيد الثورية، وقاد المظاهرات في حيي البياضة والخالدية، رغم صغر سنه، فقد كان يبلغ 19 عاما.
وظهر محمولا على الأكتاف، محفزا المتظاهرين، فأطلق عليه لقب “منشد الثورة”.
رغم وجود @syr_rev_archive من عشرات آلاف المظاهرات التي قام بها الشعب السوري
إلا أن مظاهرة حي البياضة بصوت #الساروت تبكيني، رحم الله الشهداء 🙌🏽#حمص#سوريا#سوريا_تتحرر #الثورة_السورية_العظيمة pic.twitter.com/UYc2FoxCHj
— سَلمَانـ | Salman Alnajjar (@salman_Syr) December 6, 2024
ولجرأته وشجاعته كشف عن وجهه مبكرا في الأشهر الأولى للثورة، في حين كان كثير من المتظاهرين يتجنبون الكشف عن وجوههم خوفا من الملاحقات الأمنية.
وتداول المدونون خلال الأيام الماضية، وصية الساروت للسوريين “بأن يسجدوا لله شكرا عند تحرير مدينة حمص من حكم بشار الأسد وحكومته.
اسجدو سجدة شكر إلى رب العالمين يا احرار سوريا كما اوصاكم #عبد_الباسط_الساروت pic.twitter.com/cXxWIeABQq
— رعد بن خالد (@raad_of) December 8, 2024
ونفذ الرفاق وصية الساروت بالسجود عن مدخل حمص، وأكدوا من خلال فيديوهات نشروها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنفيذ الوصية.
وصيت الساروت نسجد بحمص
سجدنا ياساروت سجدددنا ياشهيد pic.twitter.com/N4Xj5KB23V
— ماجد الخالدي Majed Alkhalde (@majedalkhalda) December 8, 2024
وفي مقطع مؤثر، زار أحد المقربين من “الساروت” قبره ليخبره بأن ما تنبأ به من تحرير حمص قد أصبح حقيقة قائلا: “يا عبد الباسط يا أبو جعفر يا حارس الثورة، أبشرك حمص حرة ولبست الثوب الأخضر، دخلوها الشباب ساجدين أخذوا بوصيتك ولم يخونوا دمك ودم الشهداء”.
عند قبر الساروت: جيتك تحت الليل لقلك حمص حرة يا عبد الباسط.. دخلوها ساجدين متل ما قلتلهن pic.twitter.com/cUk3RAm3zX
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 8, 2024
وبث الإعلامي موسى العمر مقطع فيديو عبر حسابه في “إكس”، قال إنه قد خبّأه لحين إعلان تحرير حمص، ويظهر فيه الراحل ينشد متعهدا بتحرير المدينة، ودون عليه: “هذا تسجيل خاص للشهيد الرمز عبد الباسط الساروت ابن حمص البار كنت أخفيه حتى فرحة تحرير حمص.. كم نفتقدك”.
هذا تسجيل خاص للشهيد الرمز عبد الباسط الساروت ابن حمص البار كنت أخفيه حتى فرحة تحرير حمص كم نفتقدك ❤️.. pic.twitter.com/0S9INxacqN
— موسى العمر (@MousaAlomar) December 7, 2024
في حين كرم ناشطون المقاتل برفع أناشيد -كان يرددها بصوته إبان الاحتجاجات- في شوارع دمشق بعد إعلان سقوط الأسد.
ونشر صانع المحتوى راتب يبرودي مقطع فيديو لاحتفال سوريين في دمشق على أنغام أنشودة عبد الباسط الساروت بعد إعلان سقوط الأسد وعلق عليه: “عبد الباسط في نصف دمشق، الله يرحمك يا بُلبل الثورة ستبقى في قلوبنا ما حيينا”.
– عبد الباسط الساروت في نصف دمشق، الله يرحمك يا بُلبل الثورة، ستبقى في قلوبنا ما حيينا! 💚🥹pic.twitter.com/hgvpxEXlol https://t.co/GSC77IqUx0
— راتب يبرودي | Rateb Yabroudi (@rateb_yabroudi) December 8, 2024
وكان الساروت أول من يُبشر بتحرير المناطق على مواقع التواصل وبعد إعلان إدارة العمليات.
وقال الناشط مضر في حسابه بعد تحرير حمص مترحما ومبشرا الساروت بدخول رفاقه إلى حمص: “الله يرحمك ويتقبلك يا عبد الباسط الساروت، حمص حرة يا ساروتنا ورجعوا الشباب فاتحين يا ريتك معنا”.
الله يرحمك ويتقبلك يا عبد الباسط الساروت، حمص حرة يا ساروتنا ورجعوا الشباب فاتحين.
ياريتك معنا #ردع_العدوان pic.twitter.com/KMDO1hkbav
— مُضَر | Modar (@ivarmm) December 7, 2024
وأعاد المدون فهد العتيبي نشر عبارة الساروت التي قال فيها “هاي الثورة ثورة شعب ما لها حل إلا النصر”.
عبد الباسط الساروت رحمة الله. pic.twitter.com/evVZvbAVPA
— فهد العتيبي (@OfficiaI_Fahad) December 8, 2024
وردت فاطمة عبد الحميد على ذلك بالقول: الثورة انتصرت يا عبد الباسط.
–
«هاي الثورة ثورة شعب، مالها حل إلا النصر!»
الثورة انتصرت يا عبد الباسط#ردع_العدوان #الساروت #حمص_تتحرر pic.twitter.com/U4G1TYJkU8— فاط𓂆مة عبدالحميد (@fatemaabdelhmid) December 8, 2024
وأرعبت شعبية الساروت المتزايدة أجهزة الأمن السورية، فلاحقوه محاولين كسرها وتفريق الجموع من حوله عبر بث شائعة وصفته بـ”الإرهابي السلفي”.
وخرج الساروت نافيا التهمة في تسجيل مصور، مؤكدا رفضه للطائفية.
كما عرض النظام السوري عليه تسوية أمنية تتضمن زيارة دمشق والقصر الجمهوري، والظهور على قناة موالية للنظام وتأييده له، مقابل استعادة مكانته كلاعب في المنتخب السوري، لكنه رفض العرض.
وبسبب رفضه، أصبح عبد الباسط على قائمة المطلوبين للنظام، واتهم بالإرهاب.
وفي أواخر عام 2011، اقتحم الجيش السوري حي البياضة بحثا عنه.
وتمكن الساروت من الهرب مع عائلته، لكن قوات النظام قتلت شقيقه الوليد وعددا من أقاربه وأصدقائه، ودمرت بيت عائلته.
ورصد النظام مكافأة لمن يقتل أو يعتقل منشد الثورة، لكنه استمر في قيادة المظاهرات والاعتصامات، مرددا الأناشيد التي اشتهر بها مثل “جنة يا وطنا” و”حانن للحرية”.
ومع بداية عام 2012، تحولت الثورة إلى العسكرة نتيجة القتل والاستهداف، وفقد النظام السيطرة على أحياء من حمص. وأسس الساروت كتيبة “شهداء البياضة” للدفاع عن حيه، وضمت الكتيبة عددا من إخوته وأقربائه وأبناء حيه.
شهد المقاتل حصار حمص، وأصيب مرات عدة، هجّره النظام إلى الشمال وبقي على الجبهات إلى أن أصيب وقتل في الثامن من يونيو/حزيران 2019.