تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم صباح اليوم السبت، في وقت أعلنت فيه نقابة أطباء غرب دارفور أن كل الخدمات الأساسية انهارت في مدينة الجنينة، وغادرت كل المنظمات الإنسانية في المنطقة.
فقد أفاد مراسل الجزيرة بسماع أصوات أسلحة ثقيلة حول المنطقة الصناعية، والحِلة الجديدة، واللاماب، غربي الخرطوم.
كما اندلعت اشتباكات في جنوب أم درمان، وسُمع دوي انفجار ترافق مع تحليق لطائرة عسكرية جنوب غربي المدينة، وتسببت الاشتباكات العنيفة في انهيار منازل وهروب مجموعة من المواطنين من محيط إطلاق النار.
كما قصف الطيران الحربي بالجيش السوداني أهدافا للدعم السريع بالجريف شرق، وحي الهدى شرقي الخرطوم.
سياسيا، أكد مبعوث قائد قوات الدعم السريع المستشار السياسي يوسف عزت، خلال استقباله من قبل الرئيس الكيني وليام روتو في نيروبي، دعمهم مباحثات جدة التي جاءت بوساطة سعودية أميركية، مشيرا إلى تطويرها بما يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار وبدء التفاوض السياسي.
وأول أمس الخميس، أعلنت السعودية والولايات المتحدة تعليق محادثات جدة بين أطراف الصراع في السودان نتيجة الانتهاكات الجسيمة والمتكررة، لوقف إطلاق النار.
ويوم 26 مايو/أيار المنصرم، أعلنت السعودية والولايات المتحدة اتفاق طرفي النزاع في السودان على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بينهما، لمدة 5 أيام إضافية.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تندلع اشتباكات واسعة في عدد من مدن السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.
من جهة أخرى، قالت نقابة أطباء غرب دارفور إن كل الخدمات الأساسية، من صحة ومياه وكهرباء واتصالات، انهارت في مدينة الجنينة، وغادرت كل المنظمات الإنسانية وانعدم الأمن والمأوى والغذاء.
وأضافت النقابة أن القناصة وعصابات النهب ما زالوا يقتلون المدنيين، ويتعرض من يحاولون مغادرة المدينة للنهب والقتل، مشيرة إلى أن آلاف الجرحى لا يجدون الرعاية، بينما يموت المصابون بالأمراض المزمنة، والحوامل، بسبب غياب الخدمات.
وأكدت النقابة أن المآسي الإنسانية والأمنية التي تضرب ولايتي غرب ووسط دارفور تظل هي الأشد والأصعب، وحذرت من أن الوضع يسوء يوما بعد آخر.