تصاعدت حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أنحاء العاصمة الخرطوم، وسط اتصالات دبلوماسية مع الرياض والقاهرة لخفض التصعيد والتوصل إلى هدنة جديدة، فيما أكدت واشنطن العمل مع السعودية لإنهاء الصراع، بما يشمل تفاوضا على إعلان الالتزام بحماية المدنيين.
وقال إعلام مجلس السيادة في السودان اليوم الثلاثاء إن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
وأكد البرهان خلال الاتصال ثقته في منبر جدة، بما يقود إلى سلام مستدام في السودان، كما شدد على ضرورة التزام قوات الدعم السريع بالخروج من المستشفيات والمرافق الخدمية ومنازل المواطنين وإجلاء الجرحى، وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية حتى يحقق منبر جدة نجاحه.
وفي القاهرة، بحث دفع الله الحاج علي المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان مع حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية المصري أوجه التعاون الثنائي بين البلدين.
وقال تصريح صادر عن إعلام وزارة الخارجية السودانية إن الطرفين السوداني والمصري أكدا على تعزيز الاستمرار والتعاون الإستراتيجي المشترك في هذه الظروف التي يمر بها السودان، ولمساعدته في تجاوز الأزمة بأسرع وقت، بما يعيد الأمن والاستقرار في البلاد.
وبحث الاجتماع أيضا الصعوبات التي تواجه المواطنين السودانيين العابرين إلى مصر فرارا من الحرب، والترتيبات المصرية في المعابر لتسهيل حركة العابرين.
وقال المسؤول المصري إن بلاده تعمل على تذليل جميع ما يواجهه السودانيون في المعابر، مؤكدا وقوف مصر ومساندتها للسودان في كل ما يهمه.
من جانبه، عبر المبعوث السوداني الخاص عن شكره للدور المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم السودان.
اشتباكات الخرطوم
يأتي هذا فيما دارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وسط الخرطوم اليوم الثلاثاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد مواجهات متزامنة في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان)، في وقت تحدث فيه سكان عن أعمال نهب واسعة للممتلكات في الخرطوم ودارفور.
وأفاد مراسل الجزيرة بتجدد القصف المدفعي مترافقا مع تحليق للطيران الحربي في سماء الخرطوم، وسماع أصوات أسلحة ثقيلة وسط المدينة.
كما أفاد المراسل بسماع دوي انفجارات قوية ومتتالية في جنوب أم درمان غربي العاصمة السودانية.
وكانت وتيرة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تصاعدت في اليومين الماضيين لتشمل مدن العاصمة الثلاث بعد انتهاء أحدث هدنة بين طرفي الصراع.
وقال مراسل الجزيرة إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة جرت في شارع الغابة والمنطقة الصناعية والحلة الجديدة غربي الخرطوم، كما شهدت مناطق أم درمان اشتباكات، وسُمع دوي انفجارات متتالية جنوبي المدينة وفي منطقة بحري شمالي العاصمة.
وقالت مصادر عسكرية في الجيش السوداني للجزيرة إن قوات الجيش سيطرت على شارع الأربعين في أم درمان بالعاصمة الخرطوم.
بدورها، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على حامية عسكرية في مدينة كتم غربي البلاد، وهو ما نفاه الجيش.
وفي ولاية غرب دارفور، قالت مصادر طبية إن الأحداث الأمنية التي شهدتها الولاية خلفت أكثر من ألفي جريح، معظمهم من النساء والأطفال،
وأعلنت المصادر عن وفاة جميع مرضى غسيل الكلى في مدينة الجنينة عاصمة الولاية.
وأشار تقرير طبي إلى نفاد المواد الطبية في المدينة وعدم إمكانية ايصال المساعدات إليها بسبب انتشار القناصة.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي تشهد الخرطوم ومدن أخرى اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.