اشتدت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في كل من أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، وفي مدينة كاس جنوب إقليم دارفور غربي البلاد، بينما دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية لحل الأزمة في السودان.
وأفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم أمس الأحد بسماع دوي انفجارات قوية ومتتالية جنوبي مدينة أم درمان، حيث أغارت الطائرات الحربية على تجمعات للدعم السريع في حي الجريف شرق النيل، ثم قصفت مقاتلات سلاح الجو لاحقا منطقة أمبدة غرب أم درمان إحدى ضواحي الخرطوم الكبرى.
وذكر نشطاء في لجان منطقة أمبدة، في بيان، أن 5 مدنيين لقوا مصرعهم، أمس الأحد، وأصيب 17 آخرون في المنطقة، إثر سقوط مقذوفات.
ونشرت اللجان على صفحتها في فيسبوك صورا لتشييع الضحايا الخمس.
وبينما ردت قوات الدعم السريع على الغارات الجوية باستخدام المضادات الأرضية، أعلن الجيش السوداني أن مسيّرات تابعة للدعم السريع قصفت مقر السلاح الطبي في أم درمان.
كما اتهم الجيش، في بيان، ما سماها المليشيا المتمردة (الدعم السريع) باستهداف مستشفى علياء التخصصي في أم درمان بالقصف المدفعي، ما أدى حسب البيان إلى إصابة سيدة مريضة وإلحاق أضرار كبيرة بمركز غسيل الكلى والعناية المكثفة وغرفة العمليات.
وشهدت مدينة كاس الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا شمال غرب نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور (غرب) اشتباكات محتدمة بمختلف أنواع الأسلحة بين الجيش والدعم السريع.
وأعلنت قوات الدعم السريع، في بيان صحفي أمس الأحد، أنها سيطرت على قيادة اللواء 61 في كاس، وأنها أسرت قائد القوة العسكرية، و30 من أفراد القوة، واستولت على أسلحة بينها عربات قتال ومدافع وذخائر.
الاتحاد الأفريقي
وشدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي على ضرورة التنسيق بين مختلف الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة السودانية.
وأضاف فكي أنه “من الأهمية بمكان أن نولي أقصى قدر من الاهتمام لتماسك ومواءمة جميع جهودنا مع بقية المجتمع الدولي”.
وفضلا عن مبادرة اللجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد)، فقد استضافت القاهرة الخميس الماضي قمة دول جوار السودان، والتي أقرت إنشاء آلية على مستوى وزراء الخارجية تعقد اجتماعها الأول في تشاد لوضع خطة عملية لوقف القتال بين الأطراف السودانية المتحاربة وحل الأزمة.
وقبل مبادرة الإيغاد واجتماع القاهرة، انطلقت في أوائل مايو/أيار الماضي مباحثات في مدينة جدة السعودية بين طرفي الصراع السوداني بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، قبل أن يعلق الجيش مشاركته في تلك المباحثات آخر الشهر نفسه.
وقبل بضعة أيام، أعاد الجيش ممثليه إلى جدة لاستئناف المباحثات السياسية، فيما أبدى الدعم السريع استعداده للتفاوض مع الجيش لإنهاء الأزمة الحالية.
تجدر الإشارة إلى أن القتال بين الجيش والدعم السريع دخل شهره الرابع، وتخطى عدد ضحايا الصراع 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب وزارة الصحة السودانية والأمم المتحدة.