أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن الجيش السوداني قصف مواقع للدعم السريع جنوبي الخرطوم وشرقها، في حين شهدت مدينة الأبيّض الإستراتيجية (350 كيلومترا جنوب العاصمة السودانية) قصفا مدفعيا استهدف قواعد لقوات الدعم السريع.
واستخدم الجيش سلاح المدفعية الثقيلة للهجوم على مواقع للدعم في غرب أم درمان وشمال غربيها.
ونشر الجيش السوداني على صفحته في فيسبوك صورا قال إنها توثق عمليات نفذتها قواتٌ خاصة تابعة له، وأوضح أن قوات العمل الخاص التابعة له نفذت هذه العمليات في حي العشُرة الواقع شرق سلاح المدرعات التابع للجيش جنوبي العاصمة الخرطوم.
وفي الأبيّض (وسط البلاد)، أفاد مراسل الجزيرة بتحليق طائرات تابعة للجيش بشكل كثيف في أجواء المدينة، وقال إن المضادات الأرضية لقوات الدعم السريع تصدت لهذه الطائرات.
وقال أحد سكان الأبيّض إن “قصفا مدفعيا استهدف قواعد لقوات الدعم السريع” في المدينة، كما قال آخر إن “سلاح الجو يقصف قوات الدعم السريع التي ترد بنيران مضادات الطائرات”.
وكان الجيش اتهم قوات الدعم السريع أمس الأربعاء بقصف حي سكني في العاصمة بطائرة مسيرة، مما أدى إلى مقتل “14 مدنيا وجرح 15” آخرين.
تأهب أمني وإنساني
في سياق مواز، قال والي ولاية الجزيرة إسماعيل العاقب إن مجلس الحرب ولجنة أمن الولاية في حالة انعقاد دائم لمنع انتقال الحرب وآثارها إلى الجزيرة.
وأشار والي الجزيرة إلى تشكيل لواء في شرق الولاية يتألف من 20 ألف مقاتل تجري حاليا عملية استيعابهم من مختلف محليات الولاية.
كما أشار إسماعيل العاقب في تصريحات للجزيرة إلى أن الولاية المتاخمة للعاصمة السودانية جنوبا تستضيف نحو 300 ألف أسرة فرت من المواجهات في الخرطوم.
وأوضح أن النازحين يقيمون في أكثر من 150 مركز إيواء، داعيا المنظمات المحلية والأجنبية لبذل المزيد من الدعم لتلبية متطلبات النازحين.
ومنذ اندلاعها في 15 أبريل/نيسان الفائت، أسفرت المواجهات بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن مقتل 3 آلاف شخص على الأقل، وتهجير أكثر من 3 ملايين شخص.
وظهر البرهان الثلاثاء الماضي في مقطع فيديو نادر، بعد وقت قصير من تسجيل صوتي لمنافسه دقلو.
وفي هذا المقطع القصير (مدته أقل من دقيقة) حيا البرهان قواته من غرفة في مقر الجيش، وقد تمنطق مسدسا وتدلى رشاش على كتفه.
وما زال مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم يشهد اشتباكات، ولم يؤكد أي من الطرفين سيطرته الكاملة عليه بعد.
كما شوهد حميدتي بضع ثوان فقط في مقطع فيديو صوره أحد أفراد قواته في بداية النزاع، ومنذ ذلك الحين ينشر “حميدتي” تسجيلات صوتية فقط.
ومساء الاثنين، تحدث دقلو بشكل خاص عن دارفور، الإقليم الواقع غربي البلاد، والذي دمرته حرب أهلية دامية في العقد الأول من القرن الحالي، ويشهد حاليا فظائع جديدة.
وأكدت تقارير عديدة من منظمات إغاثة وأخرى أممية وقوع فظاعات في دارفور، بما فيها عنف جنسي، مما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.
ودعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى عدم السماح “للتاريخ بأن يُعيد نفسه”.