قالت منظمة الصحة العالمية إنها وثّقت 427 هجوما شنتها إسرائيل على المنشآت الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية، منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضحت المنظمة أن 203 من تلك الهجمات وقعت في القطاع، وأسفرت عن مقتل 560 شخصا في غزة، و6 أشخاص في الضفة الغربية، فضلا عن إصابة 718 آخرين بغزة، و40 في الضفة.
ودعت المنظمة الأممية إلى حماية المنشآت الصحية والمدنيين في فلسطين.
وكثف الاحتلال الإسرائيلي استهداف المستشفيات في قطاع غزة خلال عدوانه على القطاع، حيث قصف عديدا منها وفرض حصارا على عدد آخر، واقتحم مجمع الشفاء الطبي -أكبر مستشفيات القطاع- وأجبر الكادر الطبي والمرضى على إخلائه، كما فجّر بعض مرافقه، قبل أن ينسحب منه يوم الجمعة الماضي بعد نحو 10 أيام من اقتحامه.
كما حاصر جيش الاحتلال المستشفى الإندونيسي وقصفه على مدى أيام قبل أن يقتحمه يوم الجمعة الماضي، قبل سريان الهدنة الإنسانية المؤقتة بساعات.
وأكد حينها مدير مستشفيات قطاع غزة محمد زقوت للجزيرة أن 250 شخصا ما زالوا داخل المستشفى الإندونيسي، بعد إخراج جيش الاحتلال مئات المرضى قسرا من المستشفى.
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت الشهر الماضي خروج جميع المستشفيات في شمال غزة عن الخدمة، بسبب القصف الإسرائيلي ونفاد الوقود والمستلزمات الطبية.
تحذير من كارثة صحية
وأمس الأربعاء، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من كارثة صحية في غزة، وقال إن “الظروف المعيشية الحالية في القطاع ونقص الرعاية الصحية قد تتسبب في أمراض تودي بحياة عدد أكبر ممن قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع”.
ولفت مدير منظمة الصحة إلى أن نحو 1.3 مليون شخص في غزة يعيشون حاليا في مراكز إيواء، وأكد أن “الحاجة أصبحت ماسة الآن لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، لأن الأمر أصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة للمدنيين”.
وأوضح أن الاكتظاظ ونقص الغذاء والمياه ومتطلبات النظافة الأساسية وسوء الصرف الصحي وإدارة النفايات وصعوبة الحصول على الأدوية عواملُ أدت إلى إصابة عشرات آلاف الأشخاص بأمراض مختلفة، من بينها التهابات الجهاز التنفسي الحادة والجرب والإسهال والطفح الجلدي واليرقان وغيرها من الآفات الصحية والأمراض.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا خانقا على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويقطع عن سكانه الكهرباء والماء ويمنع دخول إمدادات الغذاء والدواء والوقود.
بيد أن الهدنة الإنسانية المؤقتة، التي بدأت يوم الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري ومددت مرتين، مكّنت من دخول بعض المساعدات الإغاثية والطبية والوقود للقطاع المحاصر، لكن جهات عديدة تؤكد أن تلك المساعدات لا تلبي سوى النزر اليسير من احتياجات السكان.