وصف الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي عملية كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في حي تل الهوى (جنوب مدينة غزة) بأنها نوعية ومركبة، وتؤكد أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تحتفظ بقدراتها وإمكانياتها، بخلاف ما يزعم الاحتلال.
وأعلنت القسام اليوم عن استهداف قوات الاحتلال في حي تل الهوى، وقالت إن مقاتليها تمكنوا “من تفجير عبوتين مضادتين للأفراد في جيبين لقوات العدو، والاشتباك مع من تبقى من الجنود بالأسلحة الرشاشة” مؤكدة إيقاع تلك القوات بين قتيل وجريح في محيط الكلية الجامعية بحي تل الهوى، وأن مقاتليها رصدوا هبوط الطيران المروحي للإجلاء.
وفي تعليقه على عملية القسام، قال الفلاحي إن هناك قدرات وإمكانيات ساعدت على تنفيذ العملية التي وصفها بالمركبة، متحدثا عن نجاح عملياتي كبير للمقاومة في مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال إما من خلال الطائرات المسّيرة أو عمليات القصف أو القطاعات والمدرعات.
وأشار الخبير العسكري إلى أن عملية القسام جرى خلالها تفجير عبوات ناسفة واشتباك مباشر مع قوات الاحتلال، مما يعني أن المواجهة بين الطرفين تكاد تكون من المسافة صفر.
وتل الهوى منطقة ساخنة منذ فترة طويلة، حيث توغل فيها جيش الاحتلال أكثر من 5 مرات، ويحاول أن يسيطر عليها، لكنها تبقى عصية بفعل عمليات المقاومة، كما يقول الفلاحي الذي أشار أيضا إلى أن توغل جيش الاحتلال باتجاه حي تل الهوى جزء من عملية توسيع محور نتساريم من مساحة 2 إلى 4 كيلومترات.
وفي ظل استمرار المقاومة في التصدي لقوات الاحتلال في منطقة حي تل الهوى وغيرها، يعاني جيش الاحتلال من حالة استنزاف وضعف بالقدرة القتالية، بالإضافة إلى الفشل الاستخبارتي.
ووفق العقيد الفلاحي، فإن جيش الاحتلال لم يستطع تحقيق أهداف الحرب التي شنها على قطاع غزة، بدليل تصريح وزير الدفاع يوآف غالانت عمن يتكلم عن النصر المطلق بأنه “هراء محض”.
وكان غالانت صرح -خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن- أن شعار نتنياهو بشأن ما يسميه النصر المطلق في الحرب محض هراء وثرثرة، متحدثا لأول مرة أن إسرائيل هي من يعرقل الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وتعطي العمليات التي تنفذها فصائل المقاومة -يضيف الخبير العسكري والإستراتيجي- دلالة واضحة على أن جيش الاحتلال لم يستطع تحقيق أهداف الحرب، وفشل في القضاء على حركة حماس وفي الوصول إلى الأسرى، وفي فرض إرادته في ساحة المعركة.