قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن أهالي عشرات الصحفيين استشهدوا ثمنا لمهنة أبنائهم، ناعية مجددا استشهاد 19 صحفيا وإعلاميا خلال الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 20 يوميا.
جاء ذلك في بيان صدر اليوم الخميس عن لجنة الحريات التابعة للنقابة (غير حكومية مقرها القدس).
وكانت آخر الهجمات التي طالت عائلات صحفيين استهداف المقاتلات الإسرائيلية -مساء أمس الأربعاء- عائلة مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح في منزل نزحوا إليه وسط قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد أفراد من أسرته بينهم زوجته وابنه وابنته.
وأوضحت النقابة -في بيانها- أن العشرات من أهالي الصحفيين الفلسطينيين قتلوا بصواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلية التي تقصف قطاع غزة، مشيرة إلى رصدها هجمات استهدفت نحو 20 منزلا يقطنها صحفيون وعائلاتهم.
وأضافت أن الهجمات على منازل الصحفيين وعائلاتهم أدت إلى استشهاد 12 شخصا داخلها مع عائلاتهم، في حين أصيب البعض الآخر بإصابات دامية، وفقا للبيان.
كما طالت الهجمات الإسرائيلية منازل صحفيين في مناطق بشمال ووسط قطاع غزة، واستهدف بعضها منازل تم إخلاؤها بالفعل.
وفي السياق، نوهت النقابة إلى أن إحدى الغارات الإسرائيلية تسببت في مقتل زوجة الصحفي خالد الأشقر، التي تحمل الجنسية الهولندية، ولقت مصرعها بينما كان زوجها يمارس عمله في تغطية الأحداث.
ولفتت أيضا بشكل مفصل إلى واقعة مقتل أفراد من عائلة المصور الصحفي علي جاد الله في حي الرمال (وسط مدينة غزة) في غارات إسرائيلية أسفرت عن استشهاد اثنين من أشقائه و3 من أقربائه، في حين بقي عدد منهم تحت الأنقاض، وقد وثق جاد الله عبر الفيديو جثمان والده في المقعد الخلفي لسيارته، وهو يذهب وحيدا لدفنه.
خسائر كبيرة
وعلى هذا النحو، شدد بيان النقابة الفلسطينية على أن ما تم رصده لا يمثل الحقيقة كاملة، لأن كل المؤشرات تدل على أن حجم الخسائر أكبر من ذلك بكثير.
واعتبرت النقابة أن صعوبة رصد الحقيقة كاملة في هذا الشأن تعود إلى صعوبات كبيرة في عملية رصد وتوثيق الجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بفعل غزارة القصف الصاروخي والمدفعي واستمراره، في ظل وجود أعداد كبيرة من السكان تحت الأنقاض.
كما ندد البيان بمحاولات عزل قطاع غزة عن العالم بإغلاق كافة مداخله ومخارجه، وقطع التيار الكهربائي والإنترنت.
وطالبت النقابة الاتحادات الدولية والعربية والإقليمية المختصة بحقوق الإنسان والعمل الإعلامي بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه هذا الشكل الإجرامي من إرهاب الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستهدف الحقيقة ويعمل بدموية لقتل الصورة والصوت، حسب المصدر ذاته.
الصحفيون الشهداء
وكانت نقابة الصحفيين الفلسطينية وثقت، حتى 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مقتل 19 صحفيا وعاملا في مجال الإعلام منذ السابع من الشهر ذاته.
وذكرت في بيان، آنذاك، أن من بين الصحفيين الشهداء في قطاع غزة المصور إبراهيم لافي من مؤسسة عين ميديا الإعلامية، والصحفي محمد جرغون من وكالة سمارت ميديا، والصحفية سلام ميمة، والصحفي حسام مبارك المذيع في قناة الأقصى، والصحفي عبد الهادي حبيب من تلفزيون الأونروا (وكالة تابعة للأمم المتحدة) التعليمي، والمصور رشدي السراج من مؤسسة عين ميديا.
ولليوم الـ20، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، أسفرت عن استشهاد 6546 فلسطينيا، بينهم 2704 أطفال و1584 سيدة و295 مسنا، وأصابت 17439 شخصا، إضافة إلى أكثر من 1550 مفقودا تحت الأنقاض.