كثفت القوات الأوكرانية محاولاتها لتطويق مدينة باخموت في دونيتسك شرقي البلاد في إطار الهجوم المضاد المتواصل منذ أسابيع، في حين قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الحرب في أوكرانيا ستستمر حتى يتخلى الغرب عن خططه لهزيمة بلاده.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية -اليوم الأربعاء- إن قواته حققت مزيدا من التقدم شمال وجنوب باخموت التي سيطرت عليها قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في مايو/أيار الماضي، بعد قتال استمر أشهرا طويلة.
وقبل ذلك، قال المتحدث نفسه إن القوات الأوكرانية صدت تقدما روسيا مدعوما بقصف مدفعي بالقرب من بلدتين شمال باخموت المدمرة بشكل شبه كامل.
كما أعلنت الدفاع الروسية أن قواتها صدت 9 محاولات أوكرانية للتقدم في مقاطعة دونيتسك، مشيرة إلى أن إحداها بالقرب من قرية كليشتشيفكا الإستراتيجية التي تقع على مرتفعات بالأطراف الجنوبية لباخموت.
حصار باخموت
وقالت القوات الأوكرانية أول أمس إنها سيطرت على هذه المرتفعات، مما مكنها من قصف أهداف في باخموت نفسها.
ونقلت وكالة رويترز عن محللين أن السيطرة على قرية كليشتشيفكا ستمكن الأوكرانيين من حصار القوات الروسية في باخموت.
وفي حين تحاول القوات الأوكرانية استعادة باخموت لتحقيق نصر معنوي، تشن القوات الروسية هجمات متكررة بالقرب من المدينة وأيضا في محاور أخرى بدونيتسك، خاصة محوري ليمان وأفدييفكا.
وبالتوازي، تتصاعد وتيرة المعارك في مقاطعة باتجاه مدينتي برديانسك وميلوتوبول بمقاطعة زاباروجيا، وقال الجنرال الأوكراني أولكساندر تارنافسكي إن قواته صدت 27 هجوما روسيا، متحدثا عن مقتل وإصابة المئات من الجنود الروس هناك.
ويقول الجيش الأوكراني إنه سيطر -منذ بدء المراحل الأولى من الهجوم المضاد في الرابع من يونيو/حزيران الماضي- على بلدات وقرى في دونيتسك وزاباروجيا، لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين آخرين أقروا ببطء الهجوم وصعوبة تحقيق تقدم سريع بسبب التحصينات الروسية القوية، مطالبين الحلفاء الغربيين بأسلحة متطورة إضافية.
هجوم جوي جديد
وفي تطورات ميدانية أخرى، تعرضت العاصمة الأوكرانية اليوم لهجوم جوي روسي لليلة الثانية على التوالي، من دون تسجيل إصابات.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 11 مسيرة “انتحارية” إيرانية الصنع من طراز “شاهد” من أصل 15 شاركت بالهجوم على كييف وضواحيها.
وكانت القوات الأوكرانية قد أعلنت أن القوات الروسية شنت أمس هجوما جويا واسعا بالمسيرات استهدف كييف ومدنا شمالي البلاد وجنوبها.
في الجانب الآخر، قالت الإدارة المدنية والعسكرية الروسية في زاباروجيا إن القوات الأوكرانية قصفت مدينة بيرديانسك على بحر آزوف جنوبي المقاطعة مرتين أمس.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس إن القوات الأوكرانية لم تحقق أيا من أهدافها خلال هجومها المضاد.
وأضاف شويغو أن خسائر القوات الأوكرانية تجاوزت 26 ألف عسكري منذ الرابع من الشهر الماضي، حيث تم تدمير أكثر من 1200 دبابة وآلية عسكرية تابعة لها.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الروسي إن قواته ستستخدم الذخائر العنقودية ضد القوات الأوكرانية إذا زودت واشنطن كييف بهذه الذخائر، مضيفا أن بلاده لم تستخدم هذا النوع من الأسلحة بأوكرانيا إدراكا منها للخطر الذي تشكله على حياة المدنيين، بحسب تعبيره.