قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن الاشتباكات التي تدور حاليا في جباليا شمالي قطاع غزة تؤكد أن حديث إسرائيل عن تدمير غالبية مقدرات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لم يكن صحيحا، مشيرا إلى أن طبيعة المعارك قد تغيرت بسبب تغير تكتيكات المقاومة.
وأضاف أن الجزء الوحيد الصحيح في تصريحات قادة الجيش الإسرائيلي هو أن حماس بدأت إعادة بناء قواتها، لافتا إلى أن الجزء الشمالي من القطاع (من شارع 10 وصولا إلى السياج) يضم لواءين يتشكلان من 12 كتيبة تدافع كل واحدة منها عن منطقة محددة.
ووفقا للدويري فإن حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن قتل 9 آلاف من مقاتلي حماس من أصل 14 ألفا وتدمير مئات منصات الصواريخ، يتعارض مع ما يحدث على الأرض.
وعلى العكس من ذلك -يضيف الخبير العسكري- فإن حديث رئيس الأركان هرتسي هاليفي، عن عدم القضاء على الحركة وقدرتها على إعادة بناء قدراتها، “هو الجزء الصحيح في تصريحات قادة الجيش”.
إعادة ترتيب القوات
وقال الدويري إن حماس “بدأت فعلا إعادة تنظيم الصفوف وترتيب دفاعات المناطق”، مضيفا: “حاليا لم تعد كتيبة الشجاعية تدافع عن الشجاعية ولا كتيبة التفاح تدافع عن التفاح، بعدما أعيد رسم خارطة المسؤوليات وفق معطيات المعركة”.
ويعتقد الخبير العسكري أنه تم تغيير خطوط التماس بين هذه الكتائب من أجل إدارة معركة جديدة ستكون مختلفة عن سابقتها.
وعزا هذا الترتيب الجديد إلى أن المقاومة وجدت نفسها أمام خيارات محددة بعدما أعلن الاحتلال بدء المرحلة الثالثة من العملية البرية والتي تعني أنه سينسحب إما إلى منطقة السياج وإما إلى غلاف غزة، مع استمرار عمليات القصف داخل القطاع.
وأضاف: “هذا يعني أن المقاومة عليها التعامل مع هجمات إسرائيلية متوقعة على أماكن معينة بقوات محددة، وهي معادلة خاسرة للمقاومة -عسكريا- لأنها ستظل تتلقى الضربات بدون شن أي هجوم”.
هذا الأمر -يضيف الخبير العسكري- دفع المقاومة لشن عمليات تبدو صيدا ثمينا للاحتلال كأن تعطي إشارة لفتحة نفق أو تقوم باستهداف آليات حتى تتمكن من استدراج هذه القوات للدخول.
وحاليا، يرى الدويري أن العمليات الحالية من خلال عقد دفاعية وكمائن وعمليات في العمق واستدراج لمناطق “تقتيل”، مستدلا على ذلك بأن حجم الخسائر في صفوف الاحتلال لا يتماشى مع تراجع العمليات القتالية.
وختم بالقول إن الاحتلال يعمل حاليا في الجزء الشمالي وفق ما تقوم به المقاومة وليس وفق خطة مسبقة لأنه يعاني غياب المعلومات.