قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدا لحرب المدن، لأنه لم يخضها من قبل إلا في لبنان عامي 1982، و2006 ولم تكن حرب مدن بالمعنى الحقيقي، مؤكدا أن ما يجري في قطاع غزة حاليا يمثل الجوهر الحقيقي لهذا النوع من الحروب.
ولفت الدويري إلى أن الولايات المتحدة حاولت إثناء الإسرائيليين عن دخول غزة لكنهم رفضوا ذلك، لأن هدفهم الأساسي هو تهجير السكان تنفيذا لحلم قديم.
وقال إن الأنفاق هي عنوان هذه المعركة، مشيرا إلى أن “كافة جيوش العالم لم تفلح في مواجهة الأنفاق”، مضيفا “يبدو لي أنها شبكات وليست شبكة واحدة، وهي مصممة بتفكير مختلف”.
واستدل الخبير العسكري على فرضيته هذه بأن كل ما يكتشفه الإسرائيليون من أنفاق لا يصل إلى الشبكة الرئيسية، ولا يقدم خدمة عملياتية للجيش، ما يعني أن هناك أنفاقا أعدت لمهمات محددة، برأيه.
خلل رئيسي
ولفت الدويري إلى أن الخلل الرئيسي في مقاربة إسرائيل العسكرية تتمثل في حشد قوات مدرعة كبيرة لكنها ليست مؤهلة لحرب المدن؛ لأن القوات الوحيدة المجهزة لهذه الحروب هي المشاة مسندة بالدروع، حسب قوله.
وعن حجم القوات على الأرض، قال الدويري إن مساحة القاطع الجنوبي أقل من أن تدخلها فرقة عادية وليست مدرعة، ولكن إسرائيل حشدت 8 ألوية في كل منها 105 آليات، ما يعني أن كل مقاتل من مقاتلي المقاومة يواجه آلية واحدة و10 أفراد.
ومع ذلك، فإن هذه القوات -برأي الدويري- “لن تتمكن من بسط سيطرتها على خان يونس حتى لو دخلتها، لأنها ستواجه ما واجهته في شمال القطاع”.
ونجحت القوات الإسرائيلية في إحداث خرق بين الزنة وعبسان الجديدة وآخر بين الزنة وعبسان الكبيرة، وتم الدفع بقوة للقرارة وأخرى لقوش قطيف، كما يقول الدويري.
لكن كثافة المباني وقلة فتحات الأنفاق في خان يونس ستكون في صالح المقاومة، لأنها تجعلها غير مكشوفة في تحركاتها، كما هي الحال في الشجاعية، حسب رأيه.
وعلى عكس ذلك، فإن المنطقة الشرقية (الزنة وعبسان) التي تتسم بتباعد المباني وكثرة فتحات الأنفاق، تعطي المقاتلين حرية في التحرك لكنه تحرك محفوف بالمخاطر لأنهم يكونون مكشوفين، حسب الدويري.
ورغم أن جيش الاحتلال غيّر من تكتيكاته في الجنوب بسبب طبيعة الأرض وطبيعة المقاومة، فإنه لم يستفد من دروس الماضي لأنه لا يملك هدفا محددا لهذه المعارك، وفق الدويري.