30/6/2023–|آخر تحديث: 30/6/202306:33 AM (بتوقيت مكة المكرمة)
طالبت وزارة الخارجية العراقية -أمس الخميس- السلطات السويدية بتسليمها العراقي الذي أحرق نسخة من المصحف الشريف “لمحاكمته وفق القانون العراقي”، ومع ذلك أعلن هذا الشخص عزمه حرق نسخة أخرى من القرآن الكريم في غضون 10 أيام رغم التنديد الواسع بفعلته على الصعد العربية والإسلامية والدولية.
وكان متظاهرون عراقيون قد اقتحموا السفارة السويدية في بغداد أمس الخميس، احتجاجا على سماح ستوكهولم لسويدي من أصول عراقية يُدعى سلوان موميكا (37 عاما) بإحراق نسخة من المصحف يوم الأربعاء، بالتزامن مع احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك.
والخميس أيضا، أوعز رئيس مجلس القضاء الأعلى بالعراق فائق زيدان، بالتحرك قانونيا ضد الشخص الذي أساء للقرآن الكريم في العاصمة السويدية.
لكن، بالرغم من التنديد العربي والإسلامي الواسع، قال سلوان موميكا الذي فرّ من بلاده إلى السويد -لصحيفة “إكسبرسن” السويدية أمس الخميس- “في غضون 10 أيام، سأحرق العلم العراقي ومصحفا أمام السفارة العراقية في ستوكهولم”.
وأضاف أنه على علم بتأثير ما أقدم عليه، وقد تلقى “آلاف التهديدات بالقتل”.
تنديد دولي
من ناحيتها، قالت الولايات المتحدة إنها تدين حرق مصحف أمام مسجد في السويد، غير أنها أضافت أن إصدار التصريح بالمظاهرة دعم لحرية التعبير وليس تأييدا لهذا الإجراء.
أما وزارة الخارجية الروسية، فقالت الخميس إن موسكو ترفض تسامح سلطات السويد مع “أفعال الإسلاموفوبيا الاستفزازية” وإحراق نسخة من القرآن الكريم “تحت غطاء الحديث عن حرية التعبير والديمقراطية”.
كما ندد بالواقعة تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، والبرلمان العربي، والأزهر الشريف، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بلبنان.
وأعلنت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الخميس، أنها ستعقد اجتماعا طارئا في مدينة جدة السعودية الأسبوع المقبل، على خلفية حرق نسخة من القرآن الكريم بالسويد، وذلك بدعوة من المملكة العربية السعودية باعتبارها رئيسا للقمة الإسلامية في دورتها الحالية، بحسب بيان للمنظمة نشرته عبر تويتر.
استدعاءات وإدانات
واستدعت وزارات خارجية العراق والإمارات والأردن والمغرب وإيران سفراء السويد في عواصمها؛ للتنديد وإدانة إحراق المصحف الشريف.
كما نددت بالواقعة الدول العربية، حيث قالت الخارجية السعودية إن “هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية”.
كما دانت دولة قطر بأشد العبارات سماح السلطات السويدية بحرق نسخة من المصحف الشريف، مشددة على أن هذه الواقعة الشنيعة تعد عملا تحريضيا واستفزازا خطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، ولا سيما في عيد الأضحى المبارك.
وشددت مصر على أن حرق المصحف “فعل مخزٍ يستفز مشاعر المسلمين حول العالم” وهو يحيون عيد الأضحى.
من جهتها، دعت الكويت إلى “محاسبة” الذي ارتكب هذا الفعل “وعدم السماح له باستغلال مبدأ الحريات ذريعة للإساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف وكافة الأديان السماوية الأخرى”.
وقالت المملكة المغربية إن “هذا العمل العدائي غير المسؤول الجديد يضرب عرض الحائط مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذه الفترة المقدسة التي تتزامن وموسم الحج وعيد الأضحى”.
وفي الأردن، قالت الخارجية في بيان إن إحراق المصحف الشريف هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة”، داعية إلى “وقف مثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة، ووجوب احترام الرموز الدينية”.
ونددت الحكومة السورية بـ”العمل المشين” في أحد أقدس الأيام للمسلمين، “من قبل أحد المتطرفين بإذن وموافقة الحكومة السويدية”.
من جهتها، دانت الخارجية اللبنانية -الخميس- الحادث، واعتبرته “اعتداء على مقدسات المسلمين واستفزازا لهم”، ودعت إلى “وضع حد نهائي لهذه الاستفزازات واعتبارها جرائم يعاقب عليها القانون”.
كما استنكرت الخارجية البحرينية في بيان الحادث، وعدته “عملا بغيضا يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين في العالم، وإساءة مرفوضة”، داعية إلى “اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تكراره”.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية حرق نسخة من القرآن الكريم، واعتبرته “اعتداء صارخا على مبادئ حقوق الإنسان وقيم التسامح وقبول الآخر والديمقراطية والتعايش السلمي بين أتباع الديانات كافة”.
وشددت الخارجية اليمنية على أن “تعمد استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم في مناسبات إسلامية مقدسة يستلزم محاسبة ومعاقبة كل من يشجع ويقف خلف هذه الإساءات المتكررة”.
ودانت الخارجية الليبية في بيان هذه الواقعة، مطالبة بـ”اتخاذ إجراءات واضحة ضد مرتكبيها”.
ودانت تونس بشدة واقعة إحراق نسخة من المصحف الشريف، معتبرة ما حدث “استفزازا صارخا ومتعمدا لمشاعرهم وازدراءً لمعتقداتهم”.
كذلك شددت الخارجية الجزائرية في بيان “على أن هذه الممارسات المشينة والمتكررة من شأنها إثارة الكراهية واستفزاز المشاعر الدينية للمسلمين والإساءة البالغة لقيم الحرية التي ترتكز عليها المجتمعات بما تحمله من معانٍ للإنسانية”.