كشفت منظمة “المطبخ المركزي العالمي” أن هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أودى بحياة 7 من أعضاء فريقها في وسط غزة لم يكن القصف الوحيد الذي أصاب العاملين ضمن فرقها، فقد أصيب أحد موظفيها الفلسطينيين بجروح خطيرة جراء قصف إسرائيلي في دير البلح قبيل ذلك الحادث.
وأوضحت المنظمة أنه قبل 15 دقيقة فقط من استهداف قافلة المطبخ العالمي في الأول من أبريل/نيسان الجاري، “أصيب أحد موظفينا الفلسطينيين الشجعان بجروح خطيرة جراء قصف جوي على مسجد البشير في دير البلح”.
وتابع بيان للمنظمة -نشر الأربعاء- أن العامل الفلسطيني، واسمه عمرو، أصيب بجروح خطيرة في رأسه ويده أثناء وجوده خارج الخدمة في منزل قريب من المسجد في المنطقة المحيطة بمخزن ومطبخ تم إنشاؤه حديثا في دير البلح.
وأشار البيان إلى أنه تم إخراج المصاب من تحت الأنقاض، ونقل إلى المستشفى حيث ظل في غيبوبة لبعض الوقت، ثم نُقل جوا إلى مستشفى آخر -لم تحدده المنظمة- حيث يتعافى حاليا.
وأضاف البيان أن عمرو انضم إلى فريق “المطبخ المركزي العالمي” بداية العام، وتقول عائلته إنه شعر بالفخر للعمل لمساعدة وإطعام الأشخاص الذين يعانون مثلما كان يعاني.
وشددت المنظمة على أن الغارات الإسرائيلية “تذكير صارخ بالظروف المروعة التي لا يزال عمال الإغاثة الإنسانية والعائلات الفلسطينية يواجهونها في كل دقيقة من كل يوم”.
هجوم وتحقيق
وكانت منظمة “المطبخ المركزي العالمي” قد أعلنت وقف عملياتها مؤقتا وبشكل فوري في غزة، بعد مقتل 7 من أعضاء فريقها بغارة جوية إسرائيلية.
وقالت المنظمة إن فريقها المستهدف كان يتحرك في منطقة منزوعة السلاح بسيارتين مصفحتين ومركبة أخرى تحمل شعار المنظمة، لكنه تعرّض للقصف أثناء مغادرته مستودعا بدير البلح بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية، رغم تنسيق التحرك مع الجيش الإسرائيلي.
وقُتل العاملون السبعة، وهم 3 بريطانيين وأسترالية وبولندي وأميركي-كندي مع سائقهم الفلسطيني، في 3 غارات نفذتها مسيّرة إسرائيلية خلال 4 دقائق بينما كانوا يفرّون من سيارة إلى أخرى، وتم استهداف موكبهم عندما كانوا متوجهين إلى جنوبي قطاع غزة بعد أن أشرفوا على تفريغ سفينة نقلت 300 طن من المساعدات الغذائية من قبرص.
وأثارت الحادثة غضبا كبيرا لدى المنظمات الدولية والعديد من الحكومات الغربية. وفي مواجهة حملة تنديد سببها أن القتلى يحملون جنسيات دول غربية، سارع جيش الاحتلال إلى نشر نتائج التحقيق الخاص به، وقال -في بيان- إن قصف سيارات المنظمة الإغاثية كان ناجما عن خلل وخطأ خطيرين في عملية تحديد الهدف، وأن اتخاذ القرار تم بشكل خالف الأوامر وتعليمات إطلاق النار.
كما زعم الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقدت أن مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانوا في سيارات مرافقة لشاحنات المساعدات التي لم يحددها الجنود على أنها مرتبطة بالمطبخ العالمي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قرر بعد التحقيق تنحية ضابطين، أحدهما برتبة رائد والآخر برتبة عقيد احتياط، كما قرر توبيخ قائد أحد الألوية وقائد الفرقة “162”، وكذلك قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان بسبب مسؤوليته الشاملة عن الحادث.
وردت منظمة “المطبخ المركزي العالمي” على التحقيق الإسرائيلي قائلة إن الجيش الإسرائيلي فشل في تبرير إطلاق النار على قافلتها، وإنه فشل كذلك في إظهار أي سبب لإطلاق النار على أفراد القافلة التي لم تكن تحمل أي أسلحة ولم تشكل أي تهديد.