أعلنت المعارضة السورية المسلحة نقل ثقل عملياتها نحو العاصمة دمشق، وأكدت أنها دفعت بمزيد من التعزيزات من الشمال والجنوب إلى محاور العاصمة، كما دخلت مدينة حمص، وسط انهيارات كبيرة لقوات النظام على جبهات عدة وسط البلاد وجنوبها.
وتتسارع التطورات على امتداد الخريطة السورية، فبعد إعلان المعارضة المسلحة سيطرتها على مراكز محافظات درعا والسويداء والقنيطرة بالكامل، تصدّر المشهد -السبت- اقتراب قوات المعارضة المسلحة من العاصمة دمشق، مع انسحاب جيش النظام السوري من بلدات عدة في ريفها.
وقبل قليل، قالت المعارضة المسلحة إن قوات النظام انسحبت من مدينة عربين في ريف دمشق بشكل كامل. وأظهرت صور -بثتها المعارضة- ما قالت إنه احتفال أهالي المدينة.
كما قالت المعارضة المسلحة إن قوات النظام السوري انسحبت من مدينة دوما في ريف دمشق بشكل كامل.
وذكرت المعارضة السورية أيضا أنها رصدت هروب قوات النظام من مطار المزة العسكري في العاصمة دمشق.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن فصائل المعارضة تتقدم في ريف دمشق الغربي، في الوقت الذي انسحبت فيه قوات النظام من مدن وبلدات بالغوطة الشرقية.
وتحدثت المصادر عن حالة من الذعر انتشرت مع انسحاب جنود النظام من مواقعهم في محيط دمشق.
إعلان
وتحدثت المعارضة السورية عن انسحاب قوات النظام من معضمية الشام بريف دمشق الغربي.
وأكدت مصادر محلية للجزيرة نت انسحاب القوات الحكومية السورية من مواقعها العسكرية في بلدات زاكية وكناكر وسعسع وفوج المدفعية في ريف دمشق الغربي باتجاه العاصمة.
“دمشق تنتظركم”
من جهته، طلب القيادي في إدارة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية أحمد الشرع -الملقب بأبو محمد الجولاني– من المقاتلين أن يتركوا إدارة المدن التي يسيطرون عليها للشرطة والأمن، مؤكدا أن “دمشق تنتظرهم”.
وشدد الشرع على أن “من انشق عن النظام وسلم نفسه ووضع سلاحه فهو آمن”، مؤكدا أن “إسقاط النظام قاب قوسين أو أدنى”.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع السورية أن “لا صحة لأي نبأ وارد بشأن انسحاب لوحدات قواتنا المسلحة الموجودة في كامل مناطق ريف دمشق”.
وفي السياق، أكد وزير الداخلية السوري محمد الرحمون -الذي تفقد وحدات شرطية في العاصمة دمشق- أن هناك “طوقا أمنيا قويا جدا على أطراف دمشق، ولا يمكن لأحد أن يكسره”.
وعلى الصعيد الشعبي ميدانيا، شهدت أسواق دمشق تهافتا على المواد الغذائية، وفُقد أغلبها من الأسواق، خاصة السكر والطحين، كما شهدت مناطق في دمشق إغلاقا لعدد كبير من المحال التجارية، وسط توتر وذعر وانقطاع للخدمات.
وأظهرت صور احتفالات ليلية ببلدة عربين بريف دمشق بالتزامن مع إعلان قوات المعارضة المسلحة تقدمها.
وذكرت مصادر أن أهالي بلدة جرمانا في ريف دمشق يتظاهرون ويسقطون تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد.
المعارضة داخل حمص
وفي حمص -وسط سوريا- نقلت وكالة رويترز عن مصدر في قوات النظام أن المعارضة المسلحة موجودة داخل المدينة.
كما نقلت الوكالة عن مصادر رصد انسحاب لقوات النظام السوري من مدينة حمص.
وقالت مصادر في المعارضة لرويترز إنها سيطرت على سجن حمص المركزي ومئات السجناء خرجوا منه.
إعلان
من جهته، قال قيادي بالمعارضة المسلحة “دخلنا أحياء حمص المركزية ونجري عمليات تمشيط”.
وذكرت رويترز أن عشرات من مركبات الجيش السوري تغادر حمص، مشيرة إلى استهداف بعضها.
وأشارت المعارضة المسلحة إلى أن قوات النظام انسحبت من آخر موقع كانت تسيطر عليه في طريق حماة حمص.
كما نقلت رويترز عن مصدر بالجيش السوري قوله إن قافلة كبيرة للجيش تنسحب من حمص وتصل إلى جسر القصير جنوبي المدينة.
وقال ضابط سوري رفيع إن قادة الجيش والأمن غادروا بمروحيات من قاعدة الشعيرات العسكرية في حمص إلى الساحل.
وقالت المعارضة المسلحة إنها بدأت بتنفيذ عملية نوعية خلف خطوط قوات الجيش النظامي داخل مدينة حمص، تزامنا مع هجوم واسع لقواتها من عدة محاور.
وأضافت المعارضة أنها سيطرت على 13 قرية وبلدة على تخوم حمص، إضافة إلى السيطرة على كلية الهندسة العسكرية شمال المدينة.
ولفتت إلى أنها تخوض اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري شمال مدينة حمص، مشيرة -في الوقت نفسه- إلى وجود انهيارات كبيرة في خطوط دفاعاته.
أما في ريف حمص، فقد أفادت مصادر محلية بأن قوات النظام انسحبت من مدن وبلدات القريتين والفرقلس وتدمر والسخنة وقصر الحير وجبال العمور وكحلة والغراب المشرفة وتلول الحمر والزيتونة وعز الدين وعيدون وكفر نان ومحطات “تي 3″ و”تي 4”.
وأفادت مصادر عسكرية للجزيرة بأن ما يعرف بـ”جيش سوريا الحرة” -المعارض المدعوم أميركيا- بدأ عملا عسكريا للسيطرة على مواقع النظام في تدمر والبادية، خشية من تقدم تنظيم الدولة، وأنه سيطر على جبل غراب الإستراتيجي بريف حمص.
كما سيطر أيضا على مدينة تدمر الأثرية في الريف الشرقي لحمص، بعد اشتباكات مع قوات النظام.
وفي وقت سابق السبت، استأنفت قوات المعارضة تقدمها في مدينة حمص وتمكنت من دخول حيي الصناعة والقصور، قبل أن تتجه إلى الأحياء الداخلية للمدينة.
إعلان
وكانت المعارضة قد قالت إنها سيطرت على آخر قرية على تخوم مدينة حمص، ووجهت نداء -قالت إنه الأخير- لقوات النظام في المدينة للانشقاق عن النظام.
بينما قالت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية إن الجيش يواصل تنفيذ عملياته في حمص وحلب وحماة، ويكبد -من سماهم- “الإرهابيين” خسائر.
وبثت المعارضة المسلحة صورا للحظة دخول قواتها إلى مدينتي الرستن وتلبيسة، حيث أظهرت الصور سيطرتها على مخفر المدينة، وانسحاب قوات النظام من نقاطها العسكرية.
توسع السيطرة في الجنوب
وبعيدا عن العاصمة دمشق، أعلنت المعارضة السورية المسلحة “مراكز محافظات درعا والسويداء والقنيطرة محررة بالكامل”.
وسيطرت قوات المعارضة السورية على مدينة القنيطرة، جنوب غربي البلاد، قرب الحدود مع إسرائيل. كما بسطت سيطرتها على كامل محافظة السويداء جنوبي سوريا.
وقالت فصائل محلية -في بيان صباح السبت- إنها سيطرت على قسم المخابرات الجوية التابع للنظام في المدينة، وفرع الأمن الجنائي، والفوج 405-قوات خاصة، ومقر قيادة الشرطة، والسجن المركزي بعد انشقاق عناصر تابعة للنظام.
بدورها، نقلت وكالة رويترز عن “فصائل درزية مسلحة” تأكيدها أنها سيطرت على معظم قواعد الجيش في محافظة السويداء (جنوب سوريا) على الحدود مع الأردن، تاركة قاعدة رئيسية واحدة شمالي مدينة السويداء.
وفي جنوب سوريا أيضا، سيطرت غرفة عمليات الجنوب التابعة للمعارضة -أمس الجمعة- على أحياء مدينة درعا بالكامل.
إعادة انتشار
في المقابل، قالت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية إن الجيش يواصل تنفيذ عملياته في حمص وحلب وحماة ويكبد من سماهم “الإرهابيين” خسائر.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن القيادة العامة أن قوات الجيش بدرعا والسويداء نفذت إعادة انتشار وتموضع، وأقامت طوقا أمنيا على ذلك الاتجاه.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر عسكري قوله إنهم يقصفون بالمدفعية والصواريخ أماكن من وصفهم بـ”الإرهابيين” في ريفي حماة وحمص، وحققوا إصابات.
إعلان
كما قال المصدر نفسه إن الطائرات السورية الروسية نفذت ضربات على “تجمعات الإرهابيين” بريف حمص الشمالي الشرقي.
ويوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب شمال البلاد، واستطاعت الفصائل بسط سيطرتها على مركز مدينة حلب يوم 30 من الشهر ذاته، وعلى محافظة إدلب بشكل كامل شمال غربي البلاد.
والخميس الماضي، طردت الفصائل قوات النظام خارج محافظة حماة وسط البلاد، عقب اشتباكات عنيفة بين الجانبين.