25/10/2023–|آخر تحديث: 25/10/202311:36 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
عبّرت ملكة الأردن رانيا العبد الله عن صدمة وخيبة أمل العالم العربي من “المعايير المزدوجة الصارخة” في العالم و”الصمت الذي صمّ الآذان” في وجه الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وأكدت، في مقابلة مباشرة مع الإعلامية كريستيان أمانبور على شبكة “سي إن إن” مساء أمس الثلاثاء، أنه على الرغم من الرواية السائدة في الإعلام الغربي، فإن “هذا الصراع لم يبدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول” الجاري.
وقالت إن معظم الشبكات تغطي القصة تحت عنوان “إسرائيل في حالة حرب”، ولكن بالنسبة للفلسطينيين على الجانب الآخر من الجدار العازل والجانب الآخر من الأسلاك الشائكة، لم تغادر قط الحرب. هذه قصة عمرها 75 عاما، قصة موت وتهجير للشعب الفلسطيني.
وأضافت -خلال المقابلة- أن الرواية أغفلت إبراز تلك القوة العظمى الإقليمية المسلحة نوويا التي تحتل وتضطهد وترتكب جرائم يومية موثقة ضد الفلسطينيين.
وأشارت إلى أن أمهات فلسطينيات اضطررن لكتابة أسماء أطفالهن على أيديهم بسبب الاحتمالات الكبيرة لتعرضهم للقصف حتى الموت وتحول أجسادهم إلى جثث وأشلاء.
وشددت على أن قواعد الاشتباك يجب أن تُطبق على الجميع، مشيرة إلى أن إسرائيل ترتكب أعمالا وحشية تحت غطاء الدفاع عن النفس.
وقالت “استشهد 6 آلاف مدني حتى الآن، 2400 طفل، كيف يمكن اعتبار ذلك دفاعا عن النفس؟ نرى مجازر على نطاق واسع باستخدام أسلحة عالية الدقة. لذا وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، رأينا القصف العشوائي على غزة. تمت إبادة عائلات بأكملها، وتسوية أحياء سكنية بالأرض، واستهداف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد والعاملين في المجال الطبي والصحفيين وعمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة. كيف يعتبر هذا دفاعا عن النفس؟!”.
غرب متواطئ
وأشارت الملكة رانيا إلى أنه بالنسبة للكثيرين في المنطقة فإن العالم الغربي متواطئ في هذه الحرب من خلال الدعم والغطاء الذي يمنحه لإسرائيل.
وقالت “هذه المرة الأولى في التاريخ الحديث التي نشهد فيها مثل هذه المعاناة الإنسانية، والعالم لا يدعو إلى وقف إطلاق النار”.
وفي الحديث عما يعانيه الشعب الفلسطيني، قالت “هناك أكثر من 500 حاجز تفتيش منتشرة في جميع أنحاء الضفة الغربية”، مشددة على أن إسرائيل تنتهك ما لا يقل عن 30 قرارا أمميا تطالبها وحدها بالعمل على الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، ووقف الاستيطان والجدار العازل وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأشارت إلى أن إسرائيل تم تصنيفها على أنها “نظام فصل عنصري” من قبل منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والدولية.
واعتبرت أن حلفاء إسرائيل لا يقدمون خدمة لها عبر تقديم الدعم الأعمى لها، “إن تعجيل وتوسيع نطاق توفير الأسلحة الفتاكة لإسرائيل لن يؤدي إلا إلى توسّع هذا الصراع. ولن يؤدي إلا إلى إطالة أمد المعاناة وتعميقها”.
ازدواجية المعايير
وفي انتقاد لدور الإعلام في تغطية الصراع الحالي، أشارت الملكة رانيا إلى المعايير المزدوجة لدى المحاورين في الغرب الذين يطلبون ممن يمثلون الجانب الفلسطيني إصدار إدانات فورية.
كما تحدثت عن قمع مظاهر التضامن مع الفلسطينيين في الديمقراطيات الغربية، مشيرة إلى أنه “عندما يحتشد الناس لدعم إسرائيل فإنهم يمارسون حقهم في التجمع. لكن عندما يجتمعون من أجل فلسطين يعتبرون متعاطفين مع الإرهابيين أو معادين للسامية”.
وقالت “حرية التعبير هي قيمة عالمية إلا عندما تذكر فلسطين”.