أعلنت دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) أن قادة جيوشها سيجتمعون الأسبوع المقبل، في حين توقع أحد القادة العسكريين بالمجموعة بأن الجيوش بحاجة إلى 6 أشهر قبل التدخل في النيجر التي يوفد مجلسها العسكري وزير الدفاع الجديد إلى مالي.
فقد قال المتحدث باسم إيكواس إن قادة جيوش المجموعة سيجتمعون الأسبوع المقبل لوضع الخطط اللازمة لتدخل عسكري محتمل في النيجر.
جاء ذلك بعد حديث مسؤول نيجيري ومصدر في جيش ساحل العاج أن الاجتماع سيُعقد اليوم السبت في غانا.
في هذه الأثناء نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن قيادي عسكري كبير في إحدى دول مجموعة إيكواس، توقعه أن أي تدخل عسكري لإنهاء الانقلاب في النيجر يحتاج إلى تحضير يستغرق 6 أشهر.
وأوضح القيادي العسكري أن قوة الاحتياط التابعة لإيكواس عبارة عن “قشرة فارغة”، حسب تعبيره، تحتاج إلى التعبئة بالجنود والعتاد.
ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول دفاعي أميركي رفيع قوله إن التهديدات المضادة من مالي وبوركينا فاسو وغينيا والقوات التي استولت على السلطة في النيجر، قد تردع إيكواس عن اتخاذ إجراءات عسكرية.
وأضافت وول ستريت جورنال، نقلا عن مسؤول غربي، أن المجلس العسكري في النيجر عزز الإجراءات الأمنية المفروضة على الرئيس المحتجز محمد بازوم بنحو 70 حارسا.
وكان اجتماع إيكواس الاستثنائي الذي عقد أمس الخميس في العاصمة النيجيرية أبوجا، قد انتهى إلى الإعلان عن اللجوء إلى الخيارات الدبلوماسية لحل الأزمة، مع الإبقاء على كل الخيارات مطروحة على الطاولة، كما طالب بتفعيل القوة الاحتياطية لإيكواس على الفور.
وساحل العاج هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي حددت عدد القوات التي سترسلها. ووعد رئيسها الحسن واتارا أمس الخميس بأن تشارك بلاده في القوة الاحتياطية بكتيبة قوامها 850 جنديا.
وقال المتحدث باسم جيش بنين اليوم الجمعة إن بلاده ستساهم بقوات، لكنه لم يذكر عددها. وقالت السنغال الأسبوع الماضي إنها ستساهم بقوات إذا حدث تدخل.
وامتنع معظم دول إيكواس الأخرى عن التعليق حتى الآن، بما في ذلك نيجيريا ذات الثقل العسكري الإقليمي التي تمثل أكثر من نصف سكان الكتلة وتتولى رئاستها الدورية.
وقالت الحكومتان العسكريتان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، وكلتاهما عضو في إيكواس، إنهما ستدافعان عن المجلس العسكري في النيجر.
روسيا تحذر
في الأثناء قالت الخارجية الروسية إن التدخل العسكري في النيجر سيؤدي لمواجهة مطولة ويزعزع الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء حسب تعبير بيان الخارجية الروسية.
وأضاف البيان أن موسكو ترحب بجهود الوساطة التي تقوم بها مجموعة إكواس لإنهاء الأزمة.
في المقابل قال مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن بمجموعة إيكواس عبد الفتاح موسى، إن المجموعة ستحمّل روسيا المسؤولية إذا انتهكت شركاتها العسكرية حقوق الإنسان في المنطقة.
وأشار موسى في مقابلة مع قناة نيجيرية محلية، إلى أن مجموعة فاغنر موجودة في مالي عبر اتفاق مع روسيا، وبالتالي أي تخريب تحدثه فإن موسكو تتحمل المسؤولية، حسب تعبيره.
وفي النيجر أفاد مراسل الجزيرة بأن الحكومة التي شكلها ما يعرف بالمجلس العسكري لحماية الوطن عقدت أول اجتماعاتها، وقد تم تعيين مدير عام جديد للشرطة.
وأشار المراسل أيضا إلى أن وزير الدفاع المعين من المجلس العسكري يزور مالي ويلتقي برئيس السلطة الانتقالية هناك.
وفي العاصمة نيامي تجمع آلاف من مؤيدي الانقلاب للاحتجاج قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في العاصمة. ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة لباريس، كما رددوا هتافات ضدها وضد منظمة إيكواس.
مخاوف غربية بشأن حياة بازوم
بعد أكثر من أسبوعين على الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم في 26 تموز/يوليو، تتزايد المخاوف بشأن ظروف اعتقاله، ولا سيما بعد تلويح قادة الانقلاب في الآونة الأخيرة بقتله.
وشجب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة “تدهور ظروف اعتقال” بازوم المحتجز مع زوجته وابنه.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل على منصة إكس (تويتر سابقا) إن الرئيس بازوم وعائلته “بحسب آخر المعلومات، محرومون من الطعام والكهرباء والرعاية الصحية منذ أيام عدّة… لقد كرّس حياته للعمل على تحسين الحياة اليومية لشعب النيجر. لا شيء يبرّر مثل هذه المعاملة”.
من جهته اعتبر الاتحاد الأفريقي أن المعاملة التي يلقاها بازوم على أيدي الانقلابيين “غير مقبولة”.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تحدثت مع بازوم إن معاملته وعائلته “غير إنسانية وقاسية”، مشيرة إلى أنه محروم من الكهرباء منذ الثاني من أغسطس/آب وليس هناك أيّ تواصل بشري معه منذ أسبوع.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده ستحمّل المجلس العسكري -الذي استولى على السلطة بالنيجر- المسؤولية عن سلامة الرئيس المنتخب ديمقراطيا (بازوم) وعائلته وأعضاء حكومته.