قال موسى صالو بارمو رئيس أركان الجيش الذي عيـنه قادة الانقلاب في النيجر إنه يجب الاستعداد لحماية البلاد من تهديدات دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بالتدخل العسكري.
وأضاف صالو بارمو -في كلمة خلال زيارة تفقدية لقوات الجيش في منطقة زيندير- أن على جميع القوات بذل الجهود والتحلي باليقظة لأن النيجر تواجه أيضا تحديات أمنية منذ سنوات عدة مثل الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وفق تعبيره.
ونفذ عناصر من الحرس الرئاسي بالنيجر أواخر يوليو/تموز الماضي، انقلابا على الرئيس محمد بازوم، وأعلنوا تعليق العمل بالدستور وتشكيل “مجلس وطني لإنقاذ الوطن” ثم حكومة تضم مدنيين وعسكريين.
وتعد إيكواس تكتلا يضم 11 بلدا، بعد تجميد مقاعد كل من غينيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر بالمجموعة، علما بأن هذه الدول الأربع تهدد بالانسحاب منها إذا ما نفذ التكتل هجوما على نيامي، بينما لا تعد تشاد جزءا من المجموعة.
ومن بين دول التكتل، تبدي كل من نيجيريا وساحل العاج والسنغال -بالإضافة إلى بنين- استعدادها للمشاركة في القوة الاحتياطية التي ستنفذ العملية العسكرية المحتملة، ويمكن أن تنضم إليها غانا التي احتضنت مؤخرا اجتماعا لقادة جيوش المجموعة.
تعليق أممي
من ناحية أخرى، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنهم على علم بالتقارير “المتعلقة بتصريحات سلطات الأمر الواقع في النيجر، وهي التي تطالب الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بتعليق عملياتها”.
وأضاف “أعتقد أنه من الجدير التذكير أنه حتى قبل التطورات الأخيرة، كانت النيجر تواجه وضعا إنسانيا حادا ومؤلما، حيث يحتاج حوالي 4.3 ملايين شخص فيها إلى المساعدة الإنسانية”.
وأكد المتحدث الأممي أنه “على الرغم من التحديات، سواء تعلق الأمر بالوضع السياسي أو فجوة التمويل، فإننا نواصل عملياتنا بأفضل طريقة ممكنة”.
تدخل صارخ
وكانت حكومة المجلس العسكري في النيجر قد نددت أمس الجمعة بتصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واعتبرتها تدخلا جديدا وصارخا في شؤون البلاد.
في المقابل، جدد ماكرون دعم الرئيس المحتجز محمد بازوم وقال إنه يتحدث معه بشكل يومي، مؤكدا أن سفير بلاده لدى نيامي سيبقى في منصبه رغما عن قادة الانقلاب.
وقالت حكومة المجلس العسكري إن تصريحات ماكرون تهدف لإدامة علاقة الراعي والعميل بأي ثمن وخلق انقسام عرقي وتحريض النيجريين ضد بعضهم.
كما اتهمته باستغلال دول مجموعة إيكواس ومحاولة إجبارها على إرساء ما وصفته بالمشروع الاستعماري.
وألغى المجلس العسكري أول أمس الخميس الحصانة الدبلوماسية للسفير الفرنسي في نيامي سيلفان إيت، وأمر الشرطة بطرده في خطوة تمثل مزيدا من التدهور في العلاقات بين البلدين.
وقالت وزارة الداخلية بحكومة المجلس العسكري إن السفير الفرنسي وزوجته في وضع غير قانوني “ووجهنا بتنفيذ قرار ترحيلهما”.
ولا تزال الشرطة النيجرية تفرض طوقا أمنيا حول مقر السفارة الفرنسية بعد رفع الحصانة عن السفير.
اتفاقات ثنائية
ولم تعترف باريس رسميا بقرار المجلس العسكري إلغاء الاتفاقات العسكرية الثنائية، قائلة إنها وُقعت مع “السلطات الشرعية” بالنيجر.
وأعلنت استعدادها الرد على أي توترات جديدة في النيجر تستهدف منشآتها العسكرية والدبلوماسية. وقالت هيئة الأركان العامة الفرنسية “أنشطة جنودنا في النيجر أصبحت محصورة داخل قاعدة نيامي العسكرية منذ 26 يوليو/تموز الماضي، حيث تم تعليق شراكتنا مع القوات المسلحة النيجرية”.
كما قالت الخارجية الفرنسية أمس إن قائد الانقلاب ليست لديه سلطة، مطالبة السفير بالمغادرة.