2/9/2023–|آخر تحديث: 2/9/202312:42 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
أطلقت وكالة الفضاء الهندية صاروخا لدراسة الشمس -اليوم السبت- في أول مهمة من نوعها للوكالة في سعيها لاكتشاف الفضاء، وذلك بعد أسبوع من نجاحها في إنزال مركبة غير مأهولة عند القطب الجنوبي للقمر.
وأظهر البث المباشر على الموقع الإلكتروني لمنظمة أبحاث الفضاء الهندية انطلاق الصاروخ حاملا المركبة الفضائية، التي أطلق عليها اسم “أديتيا-إل 1” المأخوذ من كلمة هندية تعني الشمس، مخلفا دخانا ونارا بينما كان العلماء يصفقون.
وتابع البث أكثر من 860 ألف مشاهد، بينما تجمع الآلاف في صالة عرض بالقرب من موقع الإطلاق لمتابعة انطلاق الصاروخ.
ومن المقرر أن تقطع “أديتيا-إل 1” في رحلتها مسافة 1,5 مليون كيلومتر وتستمر 4 أشهر إلى أن تصل ما تشبه ساحة انتظار في الفضاء.
وتسمى مناطق الانتظار “نقاط لاغرانج”، حيث تميل الأشياء إلى البقاء في مكانها بسبب توازن قوى الجاذبية، الأمر الذي يقلل استهلاك المركبة الفضائية للوقود.
Aditya-L1 started generating the power.
The solar panels are deployed.The first EarthBound firing to raise the orbit is scheduled for September 3, 2023, around 11:45 Hrs. IST pic.twitter.com/AObqoCUE8I
— ISRO (@isro) September 2, 2023
أهداف طموحة
وتهدف عملية إطلاق المركبة إلى دراسة الطبقات الخارجية للشمس والرياح الشمسية التي يمكن أن تسبب اضطرابات على الأرض تحدث عادة في صورة الشفق القطبي.
وقال العالم الرئيسي في المهمة سانكار سوبرامانيان إنه ستكون لديهم مجموعة بيانات فريدة غير متاحة حاليا من أي مهمة أخرى، مضيفا أن هذا سيسمح بفهم طبيعة الشمس ونشاطها وكذلك الغلاف الشمسي الداخلي، وهو عنصر مهم لتكنولوجيا العصر الحالي، فضلا عن سمات الطقس الفضائي.
وأفاد عالم الفيزياء الفلكية سوماك رايشودوري، أمس الجمعة، بأن المهمة توضح طموح الهند، مشيرا إلى أن المركبة تعتزم دراسة انبعاثات الكتلة الإكليلية، وهي ظاهرة دورية تؤدي إلى تصريفات هائلة من البلازما والطاقة المغناطيسية الآتية من الغلاف الجوي للشمس.
وعادة ما تكون هذه التصريفات ضخمة إلى حد الوصول للأرض والتأثير على عمل الأقمار الاصطناعية.
وقال علماء من منظمة أبحاث الفضاء الهندية إنه من الممكن أن تساعد البيانات الواردة من البعثة على المدى الطويل في فهم تأثير الشمس على أنماط مناخ الأرض بشكل أفضل ومنشأ الرياح الشمسية، وهي تيار من الجسيمات التي تتدفق من الشمس عبر النظام الشمسي.
كما ستساعد المركبة في توقع حصول هذه الظواهر مما يتيح اتخاذ إجراءات وقائية بشأن الأقمار.
ويسعى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى أن يكون للبعثات الفضائية الهندية دور أكبر على الساحة العالمية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة والصين.
وستقلع المركبة إلى الفضاء على متن صاروخ “بي إس إل في إكس إل” الذي يبلغ وزنه 320 طنا، وكانت منظمة أبحاث الفضاء الهندية صممته، واستخدم سابقا في إقلاع مهمات نحو القمر والمريخ.
كلفة منخفضة
وقام برنامج الفضاء الهندي على ميزانية منخفضة نسبيا، رفعت عقب فشل محاولة أولى لوضع مسبار في المدار حول القمر عام 2008.
ويرى خبراء أن الهند قادرة على إبقاء تكاليف برنامجها الفضائي منخفضة من خلال نسخ التكنولوجيا القائمة وتعديلها كما يلزم، وبفضل المهندسين الذين ينالون رواتب منخفضة مقارنة بنظرائهم من الأجانب.
وصارت الهند الأسبوع الماضي رابع دولة تنجح في إنزال مركبة غير مأهولة على سطح القمر، بعد روسيا والولايات المتحدة والصين، وأول دولة تهبط على القطب الجنوبي للقمر.
وبلغت كلفة المركبة التي هبطت على القمر 74,6 مليون دولار، أي أقل من كلفة كثير من مهمات بلدان أخرى.
وأصبحت الهند عام 2014 أول دولة آسيوية تضع مسبارا في مدار المريخ.
ومن المقرر أن تطلق الهند مهمة مأهولة لمدة 3 أيام إلى مدار الأرض بحلول السنة المقبلة، كما تعتزم خوض مهمة مشتركة مع اليابان لإرسال مسبار ثانٍ إلى القمر بحلول عام 2025، ومهمة إلى مدار كوكب الزهرة خلال العامين المقبلين.