20/5/2023–|آخر تحديث: 20/5/202305:54 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
لطالما كانت الانتخابات اليونانية تثير ضجة مع جدالات صاخبة في المقاهي أو احتجاجات في الشوارع، لكن الأجواء هذا العام هادئة قبل الانتخابات العامة غدا الأحد، وسط تشكيك الناخبين في قدرة الأحزاب الرئيسية على حل المشكلات الاقتصادية التي يعانيها الناس.
ويتنافس على السلطة كل من رئيس الوزراء المحافظ المنتهية ولايته كيرياكوس ميتسوتاكيس من حزب “الديمقراطية الجديدة” واليساري أليكسيس تسيبراس من حزب “سيريزا”.
وقال نيكوس كاليتزيديس (32 عاما) الذي يعمل في محطة وقود في ثيسالونيكي، ثاني كبرى مدن البلاد، “حياتنا لن تتغير في اليوم التالي، أيا كان الفائز”.
في حين ترى خريسا باباديميتريو (43 عاما) أن هناك حالة من “عدم الاكتراث واللا مبالاة بين معظم الناخبين هذه المرة”.
وأضافت أنها لا تسمع “نقاشات سياسية كما في الماضي، إذ يتجنب معظم الناس التحدث بصراحة عمّن سيصوتون له”.
ومع وصول معدل الامتناع عن التصويت إلى 42% في انتخابات 2019، حذّر المحللون من أن عدد الأشخاص الذين سيمتنعون عن الاقتراع قد يزداد هذه المرة، نظرا لعدم الاهتمام الواضح.
كذلك يسهم احتمال أن تكون انتخابات الغد غير حاسمة وتتطلب جولة ثانية، بسبب النظم الانتخابية الجديدة، في امتناع البعض عن الاقتراع لافتراض أن التصويت لن يكون حاسما.
ومن المرجح أن تنظّم جولة ثانية في يوليو/تموز المقبل.
وفي إشارة إلى احتمال أن تؤدي جولة ثانية محتملة إلى زيادة نسبة الامتناع عن التصويت، دعت صحيفة “تا نيا” اليومية (المنتمية إلى يمين الوسط) الناخبين إلى عدم السماح بحدوث ذلك.
وكتبت أن “أي شخص يمتنع عن التصويت لن يكون له الحق في إبداء رأي حول طريقة تأدية الأحزاب دورها العام”.
لكن فاسيليس كاليفاس (55 عاما)، وهو صاحب متجر نظارات، قال إن عدم الاهتمام بالانتخابات يعود في الغالب إلى الشعور بأنه لن يكون هناك تغيير كبير.
وأضاف في حديثه لوكالة لصحافة الفرنسية من مدينة باتراس -ثالث كبرى مدن اليونان- “تُظهر الأحاديث مع الناس أنهم يشعرون بخيبة أمل من الحزبين الرئيسيين”.
وتابع أن “اليونانيين ليس لديهم مخرج في الوقت الحالي.. أريد حكومة تنادي بمصالح الناس وتدعمها وتساعد الاقتصاد على النمو.. مما أراه، هذه ليست الحال”.
“وعود فارغة؟”
من جهتها، قالت ستافرولا (31 عاما) -التي أعطت اسمها الأول فقط- إنها لن تقوم بالرحلة إلى مسقط رأسها بيلوبونيز للإدلاء بصوتها.
وتساءلت -في حديثها من العاصمة أثينا- “ما الفائدة؟ يستميلنا السياسيون بوعود لن يفوا بها”، متهمة كلا من ميتسوتاكيس وتسيبراس بعدم القيام “بأي شيء لتحسين وضع الأكثر ضعفا”.
وقالت المتقاعدة ماتينا فاسيليادو (69 عاما) إن “حياتنا أصبحت صعبة جدا بسبب التضخم.. هذا أكثر ما يقلقني. تضاءلت رواتبنا التقاعدية على مر السنين”، مضيفة أن ما تجنيه شهريا لا يكفي لدفع الفواتير وثمن الطعام والأدوية.
وتابعت “ما نسمعه في التلفزيون عن زيادة الرواتب مجرد مزحة”.
وقد يكون مستوى اللامبالاة أعلى بين الناخبين اليونانيين الشباب الذين يصوّتون للمرة الأولى، البالغ عددهم 440 ألفا، والذين يشكلون 8% من الناخبين.
وأشارت المحللة السياسية ماريا كاراكليومي -من شركة “راس” للإحصاءات- إلى أن واحدا فقط من بين كل 4 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عاما صوّتوا في الانتخابات الأخيرة عام 2019.
ومن جهته، يروّج تسيبراس لزيادات الرواتب، بما في ذلك رفع الحد الأدنى للأجور بسبب التضخم، ضمن وعوده الانتخابية، في حين يجادل ميتسوتاكيس بأن سنواته الأربع الأخيرة أرست أسس الاستقرار الاقتصادي الذي يمكن لليونان البناء عليه.
وخلال التجمعات الانتخابية، أكد ميتسوتاكيس المتخرج من جامعة هارفارد أنه أوفى بوعوده السابقة بتحقيق نمو مطرد وخفض الضرائب وفرض قواعد هجرة أكثر صرامة.
كما أنه تجاهل الافتقار إلى الاهتمام الواضح بالانتخابات هذا العام، قائلا إن “نزع الطابع الدرامي عن السياسة هو أيضا تقدم للبلاد”.
وأضاف “لسنا في حاجة إلى أن نكون في حالة توتر طوال الوقت وأن نعتقد أن السياسة يجب أن تكون معركة من أجل البقاء”.