أفرزت الحرب الإسرائيلية الدموية المتواصلة على قطاع غزة أشكالا مختلفة من الأزمات والمعاناة، من بينها أزمة القبور وامتلائها على بكرة أبيها في ظل الارتفاع المتواصل لحصيلة الشهداء بسبب قصف المنازل على رؤوس ساكنيها.
ورصد مراسل قناة الجزيرة في غزة هشام زقوت أزمة القبور واضطرار السلطات المحلية لدفن شهداء مجهولي الهوية على وجه السرعة بسبب عدم وجود أهالي للتعرف عليهم، خاصة مع نزوح مئات الآلاف إلى محافظات أخرى تحت وطأة القصف المتواصل.
ورصدت كاميرا الجزيرة صورا من هذه الأزمة، إذ امتلأت مقبرة مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى -كغيرها من مقابر القطاع- ولم تعد قادرة على استيعاب قبور جديدة لكي يتمكن الناس من دفن الشهداء والأموات.
وقال أحد الأشخاص، الذين تولوا عملية الدفن بمقبرة مخيم النصيرات، إن المقبرة وصلت إلى حدها الأقصى، وذلك خلال دفنه شهيدة نازحة من بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأشار إلى أن أهل المنطقة تكفلوا بعمليات الدفن للشهداء من خلال عمليات الحفر وبناء القبور، وكذلك إحضار الألواح الحديدية “زينقو”، في ظل الحصار المحكم الذي فرضته إسرائيل عقب هجوم “طوفان الأقصى”.
ونوه إلى أنهم اضطروا لدفن شهداء في مقابر جماعية، حيث بات القبر الواحد يضم 3 أو 4 شهداء، خاصة مع وجود شهداء كثر مجهولي الهوية.
وبين أن هناك أناسا يأتون من مناطق مختلفة لدفن الشهداء بالمقبرة، ولكنهم يضطرون للبحث عن مقابر أخرى لا تزال بإمكانها استيعاب مزيد من الوفيات والأموات.
يذكر أن الحرب الإسرائيلية على غزة دخلت يومها الـ19، وخلفت -حتى الآن- 6546 شهيدا و17 ألفا و500 مصاب، جُلهم من الأطفال والنساء، حسب بيانات وزارة الصحة في القطاع، وسط تأكيد أن الحصيلة قابلة للزيادة في ظل وجود مئات تحت الأنقاض.