أثار إعلان أحد الناجين -ممن شاركوا في حفل نوفا الموسيقي في منطقة غلاف غزة تزامنا مع انطلاق معركة “طوفان الأقصى”- عن انتحار 50 ناجيا إسرائيليا تفاعلا على نطاق واسع بين الإسرائيليين.
جاء ذلك خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الرقابة في الكنيست الإسرائيلي -أمس الثلاثاء- وشارك فيها عدد من الناجين من الحفل الموسيقي، حيث تحدثوا عن الأعراض النفسية التي يعانونها، مثل نوبات القلق والأرق، والتبول والمشي خلال النوم، والكوابيس، والخوف من الخروج من المنزل، وعدم القدرة على ممارسة العمل.
وشهدت الجلسة انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية بسبب ما سماه الناجون ضعف الدعم المقدم لهم، وصعوبات تلقيهم المساعدة والعلاج والدعم النفسي من مؤسسات الدولة.
وقال غاي بن شمعون، أحد الناجين من الحفل، إن هناك قرابة 50 ناجيا انتحروا جراء معاناتهم النفسية -وهي الحصيلة قبل شهرين وفق معلوماته- مشيرا إلى أن العدد قد ارتفع على الأرجح، في حين رد عليه مندوب وزارة الصحة الإسرائيلية، قائلا إن الحكومة تعرف رقما لا يتجاوز العشرة حول حالات الانتحار.
غضب وهجوم على نتنياهو
ورصد برنامج “شبكات” -في حلقته بتاريخ (2024/4/17)- تعليقات الإسرائيليين على حالات الانتحار في صفوف الناجين من الحفل الموسيقي، وسط مطالبات بضرورة تحرك الحكومة وتقديم المساعدات لهم.
وقالت كارمي -في معرض تعليقها على حالات الانتحار- “إذا كان الرقم صحيحا فالأمر فظيع للغاية، وتخيُّل الرقم فظيع أيضا!”، وأضافت “واضح أن الشاب الذي قال هذا مصدوم، وعلى الدولة أن تعمل فورا على منح هؤلاء الناجين المساعدات”.
وبحسب بورك شافيت “لم يعد الناجون من حفل نوفا إلى العمل الطبيعي في المجتمع؛ إنهم بحاجة إلى مزيد من المساعدة من الدولة التي تريد سحب دعمها قريبا”.
بدوره، انتقد برانديز غياب قاعدة البيانات في إسرائيل حول الانتحار، وقال “لا توجد بيانات موثوقة في إسرائيل حول حالات الانتحار، ولا يوجد قانون يتطلب فحص هذا الأمر، ولا توجد قاعدة بيانات وطنية أيضا، من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة؟”.
ويعتقد رون كاتز أن “إسرائيل تخلق مزيدا من المصاعب على الناجين من حفل نوفا، ونتيجة لذلك يتم تركهم يواجهون مصيرهم وحدهم. والنتيجة هي عديد من حالات الانتحار”.
من جانبها، شنت تمار إيفلين هجوما على رئيس الوزراء الإسرائيلي وحملته مسؤولية ما يحدث، وتساءلت “لماذا لم تتحمل الحكومة المسؤولية حتى يومنا هذا؟ لماذا لم يتحمل بنيامين نتنياهو المسؤولية؟”، ثم أجابت قائلة: “الحقيقة أنه يفهم جيدا ما يحدث، لكنه يرفض الاستقالة، ويفضل أن يحرق البلد بمن فيها”.
تجدر الإشارة إلى أن جلسة الكنيست شهدت -أيضا- انتقادات شديدة اللهجة من قبل الناجين لسلوك مؤسسة التأمين الوطني التابعة للحكومة، بسبب عدم اعترافها بمعاناة عدد كبير منهم، وعدم تقديم الدعم المالي الكافي لهم.
وعلى إثر ذلك، انتقد عضو الكنيست نور شيري قرار الحكومة بنقل علاج الناجين إلى مؤسسة التأمين الوطني، وقال خلال الجلسة “نحن بحاجة إلى إنشاء إدارة مهمتها التعامل مع هذا الأمر على مدار السنين القادمة”.
17/4/2024–|آخر تحديث: 17/4/202408:45 م (بتوقيت مكة المكرمة)