توالت الانتقادات على الهجوم الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة، وإغلاق المعبر البري مع مصر، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية، في حين أكدت الولايات المتحدة أن إسرائيل تقوم بـ”عملية محدودة” في المنطقة.
ورغم إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء الاثنين، قبولها بمقترح اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فإن الجيش الإسرائيلي أعلن، صباح أمس الثلاثاء، سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر.
وأكد ملك الأردن عبد الله الثاني أن سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وإغلاقه أمام دخول المساعدات سيفاقم الكارثة الإنسانية في غزة.
وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك عبدالله أكد “ضرورة منع العملية العسكرية الإسرائيلية البرية على رفح، التي تؤوي نحو 1.5 مليون من أهل غزة ممن نزحوا إليها جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع”.
من جهته، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية برفح والعملية البرية ستؤدي إلى مزيد من الموت والتهجير.
وأكد غريفيث أن إغلاق معبر رفح يمنع وصول الوقود ويقيد حركة المساعدات والموظفين من غزة وإليها، وأشار إلى أن “فرق الأمم المتحدة لا تزال موجودة في رفح حيث يعيش أكثر من مليون شخص، بينهم 600 ألف طفل”.
من جانبه، اعتبر نائب وزير الخارجية البريطاني أن هجوم إسرائيل على رفح من شأنه انتهاك القانون الدولي، ولن يؤدي للقضاء على حماس، وهو الهدف الذي تقول إسرائيل إنها تسعى لتحقيقه.
ووصف وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن سيطرة إسرائيل على معبر رفح بأنه “أمير غير مقبول إطلاقا”، وأشار إلى أن اجتياح رفح سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وتحدث عن حاجة ماسة لوقف فوري لإطلاق النار.
مبررات إسرائيل
وفي واشنطن، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الجيش الإسرائيلي أبلغ الولايات المتحدة بأن الهجوم على رفح كان “عملية محدودة”، وذكر أن إسرائيل اتخذت هذه الخطوة من أجل “منع حماس من نقل الأسلحة إلى غزة”.
وأضاف كيربي “وجهات نظرنا بشأن رفح هي نفسها، قلنا مرارا وتكرارا أننا لا نؤيد عملية برية شاملة ضد رفح، التي تحتضن مثل هذه الكثافة السكانية”.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعرب “بوضوح” عن مخاوفه بشأن الأزمة الإنسانية التي قد يخلقها الهجوم على رفح، خلال مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد كيربي ضرورة أن تظل معابر رفح وكرم أبو سالم الحدودية مفتوحة لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أكد أن مجلس الحرب قرر بـ”الإجماع استمرار العملية العسكرية في رفح”، بدعوى “ممارسة الضغط على حماس” لإطلاق سراح المحتجزين في غزة وتحقيق أهداف الحرب الأخرى.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن “العملية العسكرية في رفح لن تتوقف حتى القضاء على حماس أو استعادة المخطوفين”، وتوعد بأن الجيش الإسرائيلي سيعمق العملية العسكرية في رفح، إن لم يتم التوصل إلى تسوية من أجل استعادة المحتجزين، وفق تعبيره.