أفاد مراسل الجزيرة في السودان -اليوم الجمعة- بسماع دوي انفجارات قوية ومتتالية جنوب مدينة أم درمان، في حين أبدت روسيا استعدادها للمساعدة في حل النزاع الناشب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من شهرين.
وتجددت المعارك بين طرفي الصراع في السودان أمس الخميس، لتنتهي بذلك هدنة هشة أعلنها الطرفان بشكل منفصل تزامنا مع عيد الأضحى.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سكان في الخرطوم أن انفجارا ضخما وقع أمس شرق مقر قيادة الجيش وسط الخرطوم وتصاعدت سحب من الدخان، وقال شهود يقيمون بعيدا من مكان الانفجار بنحو 7 كيلومترات “شعرنا باهتزاز في جدران المنازل”.
وفي دارفور، لم يمض على اتفاق وقف إطلاق نار تم التوصل إليه سوى ساعات قليلة، لتبدأ بعده اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكان والي شمال دارفور (غربي السودان) نمر عبد الرحمن قال إن حكومة الولاية وإدارات أهلية اتفقت على وقف إطلاق النار بمشاركة جميع الأطراف.
عقار في موسكو
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماع في موسكو مع مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة بالسودان، على الحاجة لاتخاذ تدابير لإنهاء الأعمال العدائية في السودان.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية أن موسكو قلقة بشأن الأزمة في السودان وعواقبها على المنطقة بأسرها، وأنها مستعدة للمساعدة في التوصل إلى تسوية الأوضاع.
من جهته، قال عقار إن وزير الخارجية الروسي أعلن تضامن موسكو مع السودان ومؤسساته الشرعية القائمة، واستعدادها لدعم الشعب السوداني، وتأكيدها أن الحل بأيدي السودانيين أنفسهم.
وفي السياق ذاته، قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي إن حركته على أتم الاستعداد لتقديم المبادرات حتى تتوقف الحرب في السودان.
وأعلن مناوي أن حركته اضطرت مع ما سماها حركات الكفاح المسلح لتشكيل قوة مشتركة لتأمين الطرق من مدينة بورتسودان شرقي البلاد وحتى الجنينة في ولاية غرب دارفور.
وفي سياق آخر، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أكثر من مليوني شخص نزحوا في السودان بسبب المعارك، بالإضافة لفرار أكثر من مليون شخص من العاصمة الخرطوم، وأضاف حق أن أكثر من 560 ألف شخص عبروا إلى البلدان المجاورة.
وقُتل نحو 2800 شخص ونزح أكثر من 2.8 مليون هربا من الحرب الدائرة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.