أعلنت مفوضية الانتخابات في باكستان أن الانتخابات التشريعية ستجرى في يناير/كانون الثاني 2024، أي بعد نحو 3 أشهر من موعدها المفترض، لإفساح المجال لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية.
وقالت المفوضية -اليوم الخميس- في بيان “اللائحة النهائية للدوائر ستنشر في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، وبعدها ستجرى الانتخابات خلال الأسبوع الأخير من يناير/كانون الثاني 2024 بعد برنامج انتخابي مدته 54 يوما”.
وانتهت ولاية البرلمان في أغسطس/آب الماضي، وتشكلت حكومة تصريف أعمال للإشراف على الانتخابات.
وكان من المفترض إجراء الانتخابات في غضون 90 يوما، لكن المفوضية قالت إنها بحاجة لمزيد من الوقت لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية عملا بآخر إحصاء سكاني.
وقال المحلل السياسي حسن عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية “الإعلان عن موعد للانتخابات يعد مؤشرا إيجابيا وهاما، لكن السياسة الباكستانية غير مستقرة لدرجة أنه لا يمكن التنبؤ بما سيحدث بعد 3 أشهر”.
وكانت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية أعربت عن قلقها بسبب النطاق المتاح للمؤسسات للتلاعب بالعملية الانتخابية.
وأكدت هذه اللجنة في بيان أن “ترسيم حدود الدوائر الانتخابية يجب أن يتم بسرعة وكفاءة وألا يستخدم تحت أي ظرف من الظروف ذريعة لتأجيل الانتخابات أكثر من ذلك”.
وتواجه باكستان أزمة منذ إبعاد عمران خان، نجم الكريكت السابق وأحد أكثر السياسيين شعبية، عن رئاسة الوزراء في أبريل/نيسان 2022 بموجب تصويت لحجب الثقة. وزادت الأزمة حدة الأسبوع الماضي مع إدخال نجم الكريكت السابق السجن تنفيذا لعقوبة بحبسه 3 سنوات لإدانته بتهم فساد.
أبرز المتنافسين
حُرم عمران خان من الترشح لأي منصب سياسي لمدة 5 سنوات، على خلفية الدعاوى القضائية المرفوعة ضده.
وعلى هذا الأساس، لن يكون بإمكان عمران خان خوض هذه الانتخابات، لكن رويترز أشارت إلى أن حزبه (حركة إنصاف) ربما يطمح لاستثمار حالة التعاطف مع زعيمه لتكرار فوز عام 2018.
وتضيف الوكالة أنه في ظل المواجهة الحالية مع الجيش، تعتمد فرص الحزب على حدوث تهدئة مع الجنرالات، لكن ذلك لا يبدو مرجحا.
وإلى جانب عمران خان، هناك مرشحان رئيسيان لقيادة الحكومة المقبلة: حزب الرابطة الإسلامية-جناح نواز شريف، حزب الشعب.
ويسعى نواز شريف -الذي قاد شقيقه شهباز شريف حكومة ائتلافية عقب الإطاحة بعمران خان- إلى العودة من المنفى، لكن إدانته بتهم فساد ما زالت قائمة ولذلك فإن شهباز يظل مرشحا رئيسيا للعودة إلى السلطة.
من جهة أخرى، يتطلع رئيس حزب الشعب بيلاوال بوتو زرداري (34 عاما) نجل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو للمنافسة على السلطة. وكان قد تولى منصب وزير الخارجية في حكومة شهباز شريف المنصرفة.