8/7/2025–|آخر تحديث: 15:01 (توقيت مكة)
تصاعدت في الأشهر الأخيرة وتيرة الكمائن التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، خاصة منذ تجدد العمليات العسكرية في مارس/آذار الماضي، حيث تحولت هذه الكمائن إلى أداة استنزاف فعالة كبّدت الجيش خسائر متزايدة في الأرواح والعتاد.
وفي أحدث حلقات هذا التصعيد، تعرضت قوة إسرائيلية مساء أمس الأحد لكمين محكم في بلدة بيت حانون شمالي القطاع، أسفر عن مقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين، بينهم إصابات خطيرة، في عملية توصف بأنها الأكثر دقة وتنظيمًا منذ أشهر.

وفقا لتحقيق أولي للجيش الإسرائيلي، فقد وقعت العملية خلال تحرك كتيبتين من قوات الاحتلال لتطهير المنطقة، حيث فُجّرت عبوات ناسفة عن بُعد في القوة المتقدمة من كتيبة “نتساح يهودا” التابعة للواء “كفير”، أثناء سيرها على الأقدام.

ومنذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في مارس/آذار الماضي، باتت الكمائن واحدة من أبرز أساليب المواجهة الميدانية للمقاومة الفلسطينية، خاصة في المناطق التي سبق أن اقتحمتها قوات الاحتلال أكثر من مرة.

كما شهدت عمليات مماثلة في خان يونس ومناطق متفرقة من القطاع، أوقعت قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية، مع اعتماد تكتيكات التفجير المتسلسل والنيران المتقاطعة.

وتفيد تقديرات إسرائيلية بأن المقاومة تعتمد على رصد استخباراتي ميداني دقيق لتحركات القوات، ونصب عبوات ذكية قابلة للتفجير المتسلسل.

كما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن شهر يونيو/حزيران الماضي كان الأكثر دموية منذ بداية الحرب، إذ قتل خلاله 20 جنديا وضابطا.

وبحسب الإفادات الرسمية، فإن حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بلغت 887 ضابطا وجنديا، بينهم 443 قتلوا خلال العدوان البري على قطاع غزة.

وإزاء هذه التطورات، توالت ردود الفعل الغاضبة داخل إسرائيل، ولم تُخفِ النائبة في الكنيست ميراف بن آري امتعاضها، وقالت إن الجنود يُقتلون في المواقع نفسها التي احتلها الجيش مرارا، معتبرة أن استمرار الحرب بهذا الشكل “عبثي”.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الجنود “ضحوا من أجل دحر حماس وتحرير الرهائن”، بينما بدا متجهّما في صور نشرها الإعلام الإسرائيلي خلال تلقيه نبأ الكمين أثناء وجوده في البيت الأبيض.

من جانبها، نشرت كتائب القسام صورة عبر قناتها في تطبيق “تليغرام”، مرفقة بعبارة “سندك هيبة جيشكم”، في أول تعليق رسمي لها على الكمين.

كما أعلنت لاحقا استهداف حشود إسرائيلية في خان يونس بقذائف الهاون، في إشارة إلى استمرار عملياتها الهجومية.