تواترت المشاهد المأساوية القادمة من قطاع غزة منذرة بأن شبح المجاعة بات يتهدد بشكل جدي حياة السكان والنازحين بسبب نقص الإمدادات الغذائية مع تواصل إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر واستمرار العدوان الإسرائيلي.
وفي جباليا شمالي القطاع، تبذل أم ساهر العامودي قصارى جهدها للتعايش مع ظروف النزوح التي فرضتها الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودمرت خلالها منزلهم.
وتعيش أم ساهر الآن مع أفراد عائلتها الثمانية في مدرجات ملعب مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمخيم جباليا.
وفي محاولات يائسة لتوفير قوت أطفالها، تعد أم ساهر فطائر مقلية مصنوعة من علف الحيوانات المطحون، متبلة بقليل من الملح والبهارات.
وأظهرت لقطات لمصور قناة الجزيرة الواقع القاسي للحياة في المدرسة التي تحولت إلى مخيم للنازحين، والتي أصبحت أشبه بحي فقير مزدحم.
كما أوضحت لقطات أخرى ابنها ناصر وهو يحاول إشعال نار بدائية باستخدام الخشب الرطب، في مهمة تزداد صعوبة بسبب سوء الأحوال الجوية.
طعام لا يشبع
وتأسف أم ساهر لمحدودية خيارتها في إطعام أبنائها، قائلة إن “هذا الطعام لا يشبع. طفلي الصغير يستيقظ ليلا وهو يصرخ من الجوع لأن الخبز وحده الذي يملأ بطون الأطفال”.
وتضيف “اليوم وجدت طحين الذرة هذا، وربما لن أجده غدا. تعبت من البحث في السوق عن حليب الأطفال، فلم أجد شيئا. الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، حالتنا بائسة للغاية”.
وأكدت منظمات الصحة العالمية وأوكسفام ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الغذاء العالمي أن قطاع غزة تحول إلى ساحة موت وجوع وتفشٍ للأمراض.