جدد وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس التأكيد على نية بلاده تسيير رحلات استطلاعية بطائرات مسيرة غير مسلحة شرقي البحر المتوسط، بما فيها المجال الجوي في إسرائيل وغزة.
وأوضح شابس في تصريحات لأعضاء مجلس العموم اليوم الثلاثاء أن أي معلومات ستجمعها طائرات الاستطلاع بشأن المحتجزين سيتم تحويلها للجهات المعنية دون أن يسمها.
وفي ملف إدخال المساعدات إلى غزة، أوضح الوزير البريطاني أن بلاده تعمل على توزيع المساعدات الإنسانية الطارئة للقطاع برا وبحرا وجوا، وكشف في الوقت نفسه أن العقبة التي تواجه إدخال المساعدات تكمن في طريقة إدخالها عبر معبر رفح، وأن العمل جار للبحث عن طرق بديلة.
وبشأن الوضع الأمني في خليج عدن، قال وزير الدفاع البريطاني إن بلاده قررت إرسال المدمرة “إتش إم إس دايموند” إلى خليج عدن لمواجهة تهديدات أنصار الله الحوثي.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت -السبت الماضي- أنها ستسيّر رحلات استطلاعية فوق شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك المجال الجوي فوق إسرائيل وقطاع غزة، بهدف تقديم معلومات استخباراتية لتل لأبيب بدعوى دعم “عملية إنقاذ المحتجزين”.
وقالت الوزارة إن لندن تعمل مع شركائها في المنطقة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لضمان إطلاق سراح المحتجزين، ومن بينهم مواطنون بريطانيون، وأشارت إلى أن سلامة مواطنيها تعد أولوية بريطانيا القصوى.
رد حماس والجهاد
ودانت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي اعتزام بريطانيا تسيير طائرات مراقبة فوق غزة، واعتبرتا ذلك مشاركة مباشرة في حرب “الإبادة الجماعية” الإسرائيلية ضد القطاع والمجازر المرتكبة فيه.
وقالت حركة حماس -في بيان على منصة تلغرام أمس الأحد- إن “إفصاح بريطانيا عن نية جيشها تنفيذ طلعات جوية استخبارية فوق قطاع غزة يجعلها شريكة مع الاحتلال الصهيوني في جرائمه، ومسؤولة عن المجازر التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني”.
ورأت حماس أنه “كان يجب على لندن تصحيح موقفها التاريخي المسيء للشعب الفلسطيني، والتكفير عن وعد بلفور (1917) الذي يعد خطيئة القرن، بدلا من ارتكاب خطيئة أخرى وتذكير العالم بماضيها الاستعماري المشين”، وفق تعبير البيان.
وذكرت حماس -في بيانها- أن اعتزام بريطانيا إجراء “مهمات استطلاعية” فوق قطاع غزة يضع الحكومة البريطانية نفسها في عداوة مع الشعب الفلسطيني وعموم أحرار العالم الرافضين للعدوان الإسرائيلي على غزة.
ودعت الحركة بريطانيا إلى التراجع عما وصفتها بمشاركتها المباشرة ودعمها السياسي والمالي لحرب الإبادة ضد غزة، والكف عن تبعيتها للولايات المتحدة وكذلك مساهمتها في إشعال الحروب، بدلا من المساهمة في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن إعلان بريطانيا مشاركة سلاحها الجوي في مهمات استخبارية بقطاع غزة مشاركة فعلية في العدوان الإسرائيلي.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا مستمرا على غزة، خلّف قرابة 16 ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى، بالإضافة إلى دمار هائل في الأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.