فرضت وزارة الخارجية البريطانية عقوبات على 4 مستوطنين إسرائيليين متطرفين، لارتكابهم أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وأضافت الوزارة أنه كانت هناك مستويات غير مسبوقة من أعمال العنف من قبل المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية خلال العام الماضي.
وتفرض العقوبات قيودا مالية وحظرا للسفر على المستوطنين الأربعة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إنه يجب على إسرائيل أن تتخذ إجراءات أقوى، وأن تضع حدا لعنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات أيضا في وقت سابق من الشهر الجاري على 4 إسرائيليين اتهمتهم بالتورط في أعمال عنف بالضفة الغربية.
بالمقابل، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير في بيان إن قرار بريطانيا فرض العقوبات على 4 مستوطنين إسرائيليين بمثابة ارتباك أخلاقي كبير، وتساءل عن عدم إصدارها عقوبات على كل من شارك في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، معتبرا أن القرار تعاون مع حركة المقاطعة “بي دي إس”.
وأضاف بن غفير أن القرار البريطاني لا يستند إلى أي خلفية قانونية، بل إلى معطيات مجموعات “يسارية متطرفة” حسب وصفه، مؤكدا مجددا مواصلة دعمه للمستوطنين.
من هم المستوطنون الأربعة؟
وذكرت الخارجية البريطانية أن المشمولين بتجميد أرصدتهم في المملكة المتحدة ومنعهم من الحصول على تأشيرة سفر إليها هم:
مستوطن متطرف هدد وضايق واعتدى على رعاة غنم فلسطينيين وعائلاتهم في وادي الأردن.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 دفع شارفيت مجتمعا من الفلسطينيين يضم 20 عائلة إلى النزوح بعد أن اعتدى على السكان وأمهلهم 5 ساعات للمغادرة، وفق وزارة الخارجية البريطانية.
زعيم البؤرة الاستيطانية “مزرعة ميتاريم” التي أنشئت في 2021، والتي لجأ المستوطنون فيها إلى العنف الجسدي وتدمير الممتلكات لإجبار السكان الفلسطينيين على النزوح في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
زعيم مستوطنين، حيث استخدم وسائل الترهيب والعنف منذ تأسيسه للبؤرة الاستيطانية “مزرعة تسفي” في 2018 ضد الفلسطينيين المحليين، بما في ذلك تهديده مرتين عائلات أثناء نزهتها.
ضالع في عدد من حوادث الاعتداء على رعاة غنم فلسطينيين على التلال في جنوب الخليل.
تصاعد العنف
وتصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية بشكل كبير منذ أشهر تزامنا مع إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى وبدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
وأدت الزيادة الكبيرة في عنف المستوطنين بالضفة الغربية إلى ضغوط متزايدة من بعض أبرز حلفاء بايدن الديمقراطيين لاتخاذ إجراءات لكبح جماحها.
ووفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن سلطات الاحتلال والمستوطنين نفذوا 1593 اعتداء على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بينها 186 اعتداء نفذها مستوطنون.
وتشير التقديرات إلى أن عدد المستوطنات في الضفة بلغ مع بداية عام 2023 نحو 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية.
ووفق تقرير نشرته مجموعة داعمة للاستيطان أمس الأحد واستند إلى إحصاء رسمي للسكان أصدرته الحكومة الإسرائيلية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ 517 ألفا و407 مستوطنين بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتعتبر الأمم المتحدة ومعظم المجتمع الدولي الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة عام 1967 غير قانوني، وتدعو إسرائيل إلى وقفه، لكن دون جدوى، محذرة من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين.
ويصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات الدهم والاقتحامات في مدن وبلدات الضفة الغربية، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين في الضفة -بما فيها القدس- إلى 393 منذ بدء الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إضافة إلى نحو 4450 مصابا و6950 أسيرا.