كشفت بريطانيا عما قالت إنها خطط روسية لاستهداف سفن مدنية في البحر الأسود، في وقت أعلنت فيه موسكو أن قواتها تقدمت مسافة كيلومترين في شرق أوكرانيا خلال 24 ساعة الأخيرة.
وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد -اليوم الثلاثاء- إن بريطانيا لديها معلومات تشير إلى أن الجيش الروسي قد يتحرك لما هو أبعد من شن هجمات على منشآت تصدير الحبوب الأوكرانية، ليستهدف السفن المدنية في البحر الأسود.
وأضافت أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أطلع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هذه المعلومات، وذلك خلال مكالمة هاتفية جمعت بينهما اليوم الثلاثاء.
وحسب السفيرة، فإن المعلومات التي تمتلكها بريطانيا تشير إلى أن روسيا زرعت المزيد من الألغام البحرية عند مداخل الموانئ الأوكرانية، وتابعت “نتفق مع التقييم الأميركي بأن هذا جهد منسق لتبرير أي هجمات على السفن المدنية في البحر الأسود وتحميل أوكرانيا مسؤولية ذلك”.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، صرح وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بأن روسيا قد تصعّد حملتها لتدمير صادرات أوكرانيا الغذائية عبر استهداف سفن مدنية في البحر الأسود، داعيا موسكو إلى “التوقف عن احتجاز الإمدادات الغذائية العالمية رهينة والعودة إلى الاتفاق”. في إشارة إلى اتفاق إسطنبول لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي انتهت صلاحيته من دون تمديد في 17 يوليو/تموز الجاري.
وكان البيت الأبيض وجّه رسائل تحذيرية مماثلة الأسبوع الماضي في ما يتعلق باحتمال شن هجمات على سفن مدنية وزرع ألغام بحرية.
هجوم أوكراني
وكانت روسيا أعلنت -في وقت سابق اليوم الثلاثاء- أنها صدت هجوما بزورقين مسيّرين أوكرانيين على إحدى سفنها الحربية في البحر الأسود.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت هجوما ليليا بزورقين مسيّرين كانا يستهدفان سفينة الدورية “سيرغي كوتوف” في البحر الأسود، قبل أن تطلق السفينة النيران عليهما وتدمرهما عندما كانا على مسافة تتراوح بين 800 وألف متر من السفينة.
وأضافت الوزارة أن السفينة لم تتعرض لأي أضرار، وهي تواصل أداء مهامها في مراقبة الملاحة في الجزء الجنوبي الغربي من البحر الأسود.
وأوردت وكالة إنترفاكس الروسية أن حركة الملاحة البحرية في خليج سيفاستوبول على البحر الأسود استؤنفت بعد فترة قصيرة من تعليق الملاحة في الخليج الذي يقع جنوب غربي شبه جزيرة القرم (جنوبي أوكرانيا)، وهي المنطقة التي ضمتها روسيا لأراضيها منذ عام 2014.
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إن واشنطن لا تدعم شن هجمات أوكرانية داخل روسيا، وذلك بعدما قال مسؤول بوزارة الدفاع الأوكرانية الأحد الماضي إن جهاز الاستخبارات العسكرية نفذ عملية خاصة بطائرات مسيّرة على العاصمة الروسية موسكو.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعات متتالية بخصوص الوضع في أوكرانيا غدا الأربعاء.
تطورات ميدانية
في غضون ذلك، تستمر المواجهات بين الجيشين الروسي والأوكراني على مختلف المحاور في الجبهتين الشرقية والجنوبية، وسط استمرار المحاولات الأوكرانية لإحداث ثغرة في الخطوط العسكرية الروسية، مع قرب بلوغ الهجوم المضاد نهاية شهره الثاني.
وفي شأن القنابل العنقودية، يستمر تبادل الاتهامات بين الطرفين؛ وجديدها اتهام الإدارة العسكرية الأوكرانية في دونيتسك القوات الروسية باستخدام القذائف العنقودية في قصف المدنيين؛ مما أدى إلى سقوط ضحايا، بينهم أطفال.
وعلى وقع احتدام المعارك، تبنى مجلس الدوما الروسي (البرلمان) قانونا ينص على رفع سقف سن الاستدعاء للخدمة العسكرية في روسيا من 27 عاما إلى 30.
في هذه الأثناء، أعلن الجيش الروسي أنه تقدم كيلومترين خلال 24 ساعة الأخيرة في شرق أوكرانيا، وتحديدا قرب ليمان التي تشكل مركزا للسكك الحديدية استعادته القوات الأوكرانية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت وزارة الدفاع -في بيان اليوم الثلاثاء- “قواتنا حققت تقدما تاما بعمق كيلومترين وبطول 4 كيلومترات على خط الجبهة” في اتجاه ليمان. وأضاف البيان أنه خلال “هذه العمليات المضادة الناجحة” سيطر الجيش الروسي على بلدة سيرغييفكا.
وشنت روسيا مؤخرا هجوما جديدا في هذه المنطقة من الجبهة التي تصل إلى شمال شرقي أوكرانيا، وذلك بعد بضعة أسابيع من بدء الهجوم الأوكراني المضاد الذي يتركز في الجنوب.
وأكد الروس قبل أسبوعين أنهم تقدموا 1.5 كيلومتر في اتجاه ليمان، في حين تحدث الجيش الأوكراني منذ بداية يوليو/تموز الجاري عن هجمات روسية حول ليمان التي تبعد 50 كيلومترا شمال شرقي كراماتورسك؛ المدينة الرئيسية التي تسيطر عليها كييف في شرق أوكرانيا.