انتقدت الخارجية الأميركية وصول عناصر من مقاتلي فاغنر إلى بيلاروسيا، وفرضت عقوبات على أفراد وكيانات في مينسك، يأتي ذلك بعد يوم من تعهد موسكو بالرد على تهديدات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على حدودها الغربية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن وصول عناصر من فاغنر إلى بيلاروسيا مثال آخر على تمكين الرئيس ألكسندر لوكاشينكو للكرملين على حساب مصالح شعبه.
وكان الرئيس البيلاروسي عرض، نهاية يونيو/حزيران الماضي، استضافة قوات فاغنر في إحدى القواعد العسكرية المهجورة في بلاده، مما أثار مخاوف لدى الغرب من اقتراب المجموعة العسكرية الخاصة جغرافيا من حدود أوروبا.
وبالفعل وصلت طائرة قائد فاغنر يفغيني بريغوجين إلى بيلاروسيا قادمة من روسيا بعد 3 أيام من وقف تمرده على نحو مفاجئ على النظام الروسي.
وتضمن اتفاق توسط فيه لوكاشينكو، وأنهى تمرد فاغنر في روسيا، أن يتوجه بريغوجين إلى بيلاروسيا، بينما مُنح رجاله خيار الانضمام إليه أو الاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فرض بلاده عقوبات على 8 أفراد و5 كيانات في بيلاروسيا لدورهم في عمليات قمع محلية وتسهيل حرب روسيا على أوكرانيا.
كما فرضت واشنطن قيودا على التأشيرات بحق أكثر من 100 مسؤول في نظام لوكاشينكو لتقويضهم مؤسسات ديمقراطية في بيلاروسيا، حسب تعبير بلينكن.
هجوم وتعهد
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، هاجم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو موافقة وزارة الدفاع البولندية على إرسال قوات إضافية إلى الحدود مع بيلاروسيا، وتعهد بالرد على تهديدات متزايدة على الحدود الغربية لبلاده من أعضاء الناتو.
واتهم شويغو -خلال اجتماع الهيئة القيادية لوزارة الدفاع الروسية- “حلف الناتو بحشد نحو 360 ألف عسكري، و8 آلاف مركبة مدرعة، و6 آلاف نظام مدفعي وقذيفة هاون، و650 طائرة وطائرة مروحية”.
كما أعلن وزير الدفاع الروسي تعزيز القوات على الحدود الغربية لمواجهة ما وصفها بخطط بولندية لاحتلال غربي أوكرانيا.
وشدد على أن موسكو ستنظر في المسائل المتعلقة بإنشاء منطقتي لينينغراد وموسكو العسكريتين، مع التعزيز المتزامن لتجمعات القوات الروسية على الحدود الغربية.
وكانت وزارة الدفاع البولندية وافقت على إرسال قوات إضافية إلى الحدود مع بيلاروسيا بناء على طلب من حرس الحدود، وجاء ذلك عقب يوم من اتهام وارسو لمينسك وموسكو بترتيب موجة هجرة جديدة.
ونقلت وكالة الأنباء البولندية (بي إيه بي) عن وزارة الدفاع قولها “نظرا للوضع على حدود بولندا مع بيلاروسيا، أمر وزير الدفاع الوطني بتنفيذ الطلب وتكليف جنود إضافيين بالقيام بدوريات على الحدود بين البلدين”.
وتأتي الخطوة بعد ظهور مقاتلين تابعين لمجموعة فاغنر قرب الحدود، في تطور وصفته وارسو بأنه يهدف إلى زعزعة الأوضاع في الجناح الشرقي للناتو.
وتنامت فاغنر -التي تضم بين صفوف مقاتليها في أوكرانيا آلاف السجناء السابقين الذين تم تجنيدهم من السجون الروسية- لتصبح مجموعة دولية مترامية الأطراف، لها مصالح في أنشطة التعدين ومقاتلون في أفريقيا والشرق الأوسط.