وصلت بعثة الأمم المتحدة اليوم الأحد إلى إقليم ناغورني قره باغ وفق الاتفاق الذي تم بين أذربيجان والمنظمة الدولية، وسط تقديرات ببلوغ عدد النازحين من الإقليم إلى نحو مئة ألف شخص.
وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها إلى الإقليم منذ 30 عاما، حيث تسعى البعثة الأممية إلى تقييم الوضع في المنطقة، وتحديد الاحتياجات الإنسانية للأشخاص الذين ما زالوا في الإقليم أو الذين يحاولون الخروج منه.
من جانبه، قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي إن أكثر من مئة ألف من أرمن قره باغ عبروا إلى أرمينيا، في حين أفادت السلطات الأرمينية بأن عدد النازحين من الإقليم إلى أرمينيا ارتفع إلى نحو 90 ألفا.
وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الأرميني إنه تم تأمين سكن مؤقت لنحو 32 ألفا من النازحين.
ملاجئ مؤقتة
كما أوضح غراندي في منشور على منصة “إكس” أن كثيرا من أرمن قره باغ الذين وصلوا إلى أرمينيا “جياع ومتعبون”، مضيفا أنهم بحاجة كذلك إلى المساعدة الدولية بشكل عاجل.
وأشار إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من الشركاء يكثفون الدعم للسلطات الأرمينية، لكن هناك حاجة لمساعدة فورية.
وقالت إيطاليا إن أرمينيا طلبت من الاتحاد الأوروبي توفير ملاجئ مؤقتة وإمدادات طبية لمساعدتها في التعامل مع اللاجئين.
وفي سياق مواز، قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إنها أزالت المواقع القتالية ونقاط الدعم المتقدم والتحصينات العسكرية التي انسحبت منها وحدات القوات الأرمينية في إقليم قره باغ.
وذكرت الوزارة في بيان لها أن قواتها استعادت خطوط المواصلات في المنطقة، مشيرة إلى أنها أزالت مراكز القتال على الطريق الرابط بين مدينتي تارتار وأغدارا، والذي كانت تسيطر عليه قوات أرمن قره باغ، كما أعلنت قيامها بتأمين حركة المركبات على هذا الطريق.
من جانبه، حث بابا الفاتيكان فرانشيسكو أذربيجان وأرمينيا على إجراء محادثات لاستعادة السلام في قره باغ، مضيفا أن المنطقة تعاني من أزمة إنسانية.
وأضاف فرانشيسكو خلال قداس اليوم الأحد “تابعت الوضع المأساوي للنازحين من ناغورني قره باغ خلال الأيام الماضية، وأجدد دعوتي للحوار بين أذربيجان وأرمينيا على أمل أن تؤدي المحادثات بين الطرفين إلى اتفاق دائم يضع حدا للأزمة الإنسانية”.
وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية أطلقت في 19 سبتمبر/أيلول الماضي عملية عسكرية “ضد الإرهاب” في قره باغ بهدف “إرساء النظام الدستوري” في الإقليم، وتمكنت بعد معارك دامت ساعات فقط من فرض اتفاق لوقف إطلاق النار على الانفصاليين الأرمن تخلوا بموجبه عن أسلحتهم وأخلوا جميع مواقعهم العسكرية المتبقية في قره باغ.