ألقت الشرطة القبرصية القبض على 20 شخصا بعد موجة من أعمال العنف، الذي تغذيه دوافع عنصرية ضد المهاجرين اندلعت الأسبوع الماضي في غرب الجزيرة، وامتدت مطلع الأسبوع إلى مدينة ليماسول الجنوبية.
وتعرضت واجهات متاجر مملوكة لمهاجرين للتحطيم في ثاني أكبر مدينة بالجزيرة، التي شهدت -أيضا- الاعتداء على سائقي توصيل آسيويين، في سلسلة من حوادث العنف بدأت ليلة الجمعة الماضية، واستمرت حتى أمس الأحد.
وتشهد قبرص منذ سنوات تصاعدا في المشاعر المعادية للمهاجرين، فضلا عن نمو للسلوك العدائي في المجتمع، وهو ما كان يقتصر في السابق على أعمال شغب في مباريات لكرة القدم، أو بسبب سائحين مخمورين.
وتأججت الاضطرابات الأحدث بسبب ما تقول جماعات تأييد، إنه رد فعل متخبط من الحكومة على زيادة المهاجرين غير النظاميين، والتسامح مع الخطاب والسلوك المعادي للأجانب.
وهاجم ملثمون عددا من السوريين الذين يعيشون في قرية كلوراكاس بغرب قبرص الأسبوع الماضي، في حوادث متفرقة على مدى يومين، وألقت الشرطة القبض على 22 شخصا.
ولم يتورع نحو 500 شخص عن الانتقال إلى مدينة ليماسول الساحلية يوم الجمعة الماضية، للقيام بأعمال شغب استهدفت شركات مملوكة لأجانب وأفراد لا يبدو أنهم من القبارصة اليونانيين. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن ثلاثة من جنوب شرق آسيا هوجموا وسُرقوا الليلة الماضية.
وقال شهود عبر -مواقع التواصل الاجتماعي-، إن العنف أصاب -كذلك- زائرين من دولة الكويت.
وقال الدبلوماسي القبرصي الكبير، كيرياكوس كوروس، إن سفير دولة عربية، لم يذكرها بالاسم، قدم احتجاجا يوم السبت الماضي بعد استهداف السائحين.
ونشر كوروس، الذي يشغل منصب الأمين العام لوزارة الخارجية، على منصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا)، أمس الأحد، صورة لمغادرة مجموعة من أحد المطارات معلقا، “قطعوا زيارتهم. أشك في أنهم سيعودون مرة أخرى بأي حال”. وكان أحدهم على كرسي متحرك.
وأضاف، “إنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالحرج الشديد إزاء حادثة كهذه في بلادنا… هذه ليست قبرص التي ولدت وترعرعت فيها، وكوَّنت أسرة وقضيت عمري بها”.