21/8/2024–|آخر تحديث: 21/8/202408:30 م (بتوقيت مكة المكرمة)
حظيت مدينة السلط الأردنية بشرف تصنيع منبر صلاح الدين الأيوبي والذي يحاكي تحفة من القطع النادرة على مر العصور الإسلامية، وذلك بعدما تعرض للحرق بحادثة إحراق المسجد الأقصى.
وأخذت جامعة البلقاء التطبيقية بالسلط على عاتقها إتمام هذا المشروع بدءا من التصميم وحتى نقله إلى المسجد الأقصى، وتعاون على إنجازه ثلة من الفنانين إذ جرى بناؤه وفق فن التعشيق، والذي يعتمد تركيب القطع دون الاستعانة بأي مادة لاصقة أو مسامير.
وكان منبر صلاح الدين قد بناه نور الدين زنكي قبل فتح القدس بقرابة 20 عاما، وذلك على يد أمهر النجارين والحرفيين في حلب السورية، ونقل إلى المسجد الأقصى ووضع بداخله ليكون منبرا للفاتح صلاح الدين عام 1187 بعدما حرر القدس من أيدي الصليبيين.
لكن المتطرف دينيس مايكل روهان أضرم قبل 55 عاما النيران في الجناح الشرقي للجامع القبلي في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى مما أدى إلى تشويه واجهات المسجد وسقفه وسجاده وأضر بزخارفه النادرة وآثاره ومصاحفه.
وعلى أثر ذلك، تم إحراق منبر صلاح الدين بشكل شبه كامل، ولم يبقَ منه سوى بضع قطع بسيطة بعد أن التهمت النيران معظم محتويات الجناح.
وبعد الحادثة، أمر العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال عام 1993 بإعادة تصنيع وبناء منبر صلاح الدين، وكلف فريقا هندسيا بتولي تصميم المنبر، قبل أن يصادق خليفته الملك عبد الله الثاني على التصاميم عام 1999 ويعلن بدء العمل الفوري عليه.
ويتكون المنبر من 16 ألفا و500 قطعة بعضها لا يتجاوز طوله مليمترات بسيطة، وتم الانتهاء من المنبر الجديد والاستعداد لنقله عام 2007، حيث تم الإشراف على نقل قطع المنبر بشاحنات متخصصة من السلط إلى القدس.
وفي يناير/كانون الثاني 2007 عاد منبر صلاح الدين ليزين ساحات المسجد الأقصى من جديد.
يقول محمد عاكف عربيات -وهو أحد صانعي منبر صلاح الدين- إن الملك الراحل الحسين بن طلال أمر بإعادة تصنيع منبر صلاح الدين من الصفر، مؤكدا أنه لم يتم ترميمه وإنما إعادة بنائه.
وأشار عربيات إلى أن المنبر صمم على نسب إسلامية مدروسة القياسات بالزخارف والحجم، كما أنه مشغول بالهندسة الفاضلة، كاشفا أن بعض قطع المنبر وصل طولها إلى 10 أمتار مجمعة بطريقة التعشيق لسببين اثنين، الأول فني، والثاني بسبب طبيعة الخشب.