أعلنت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء استبعاد كوسوفو من برنامج لتدريبات عسكرية -في ما يبدو- ردا من واشنطن على تسلم رؤساء ألبان مهامهم رسميا على رأس بلديات بمدن شمالي البلد ذي الغالبية الصربية، مما تسبب في توتر وصدامات أسفرت عن عشرات الإصابات.
وكان حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) قد أعلن في وقت سابق أمس إرسال قوة العمليات الاحتياطية لغرب البلقان إلى كوسوفو لمواجهة الاضطرابات الأخيرة في شمالي البلاد، بعد إصابة 30 من أفراد القوات الدولية لحفظ السلام التي يقودها الحلف.
كما أعطى حلف الناتو تعليماته بتقليص فترة الجاهزية اللازمة لنشر كتيبة احتياطية أخرى متعددة الجنسيات من مدة أسبوعين إلى أسبوع واحد فقط، في حال الحاجة إلى تعزيز القوات الدولية.
وأعلن جيفري هوفينير السفير الأميركي في بريشتينا استبعاد كوسوفو من “ديفندر 23” (Defender 23)، وهو برنامج لتدريبات عسكرية مشتركة بين أكثر من 20 دولة بدأ في أبريل/نيسان الماضي ويفترض أن يستمر حتى نهاية يونيو/حزيران المقبل في أوروبا.
وقال هوفينير للصحفيين “بالنسبة لكوسوفو هذا التدريب انتهى”.
كما هدد السفير الأميركي باتخاذ إجراءات غير مسبوقة لإنهاء الدعم الدبلوماسي للاعتراف الدولي بهذه الدولة الواقعة في البلقان، والتي ما زال استقلالها موضع نزاع بين روسيا والصين وبعض الدول الأوروبية.
وأضاف “طلبنا من رئيس الوزراء (الكوسوفي) ألبين كورتي بشكل مباشر جدا اتخاذ إجراءات فورية لتحقيق وقف التصعيد في الشمال، ولم يستجب لهذه الطلبات”.
بدوره، انتقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجددا -في بيان- كورتي، معتبرا أن قراره بشأن رؤساء البلديات “أدى إلى تفاقم التوتر بشدة وبلا ضرورة”.
ودعا بلينكن “كل الأطراف إلى اتخاذ إجراءات فورية لنزع فتيل التوتر”، مُدينا في الوقت ذاته “العنف غير المقبول” ضد قوات حفظ السلام.
ويسود توتر منذ أيام هذه المنطقة من كوسوفو التي لا يعترف جزء كبير من الصرب فيها بسلطة بريشتينا، حيث قاطع الصرب الانتخابات البلدية في أبريل/نيسان السابق في هذه البلدات، مما أدى إلى انتخاب رؤساء بلديات ألبان، على الرغم من نسبة مشاركة ضئيلة جدا تقل عن 3.5% من الناخبين.
وسلمت الحكومة أعضاء مجالس البلديات الذين انتُخبوا مهامهم رسميا الأسبوع الماضي، وتجاهل رئيس الوزراء الدعوات إلى التهدئة.
ويطالب المحتجون الصرب الذين تجمعوا خصوصا أمام بلدية زفيكان، بسحب رؤساء البلديات الألبان وقوات شرطة كوسوفو.
وحاولت القوة الدولية بقيادة حلف الناتو أول أمس الاثنين الفصل بين الطرفين، قبل أن تبدأ في تفريق عنيف للمتظاهرين الذين ردوا برشق الجنود بالحجارة والزجاجات والزجاجات الحارقة.
وكانت حملة قصف في 1999 أجبرت القوات الصربية على الانسحاب من كوسوفو، ويشهد هذا الإقليم -الذي أعلن استقلاله عام 2008- مواجهات متكررة بالشمال، حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى لفرض سيادتها على المنطقة بأكملها.
ويعيش نحو 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، أغلبيتهم الساحقة من الألبان.