رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مقترحات سلام قدمها زعماء أفارقة -أمس السبت- لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ نهاية فبراير/شباط من العام الماضي.
وقد صل إلى سان بطرسبرغ أمس وفد أفريقي يضم رؤساء جنوب أفريقيا والسنغال وزامبيا وجزر القمر، فضلا عن ممثلين للكونغو وأوغندا ومصر.
والتقى أعضاء الوفد الأفريقي الرئيس الروسي بعد يوم من زيارتهم لأوكرانيا ولقائهم برئيسها فولوديمير زيلينسكي.
بنود المبادرة
وذكرت وكالة تاس الروسية أن الخطة الأفريقية لإحلال السلام تضم 10 بنود رئيسية، وهي:
1 – خفض التصعيد من الجانبين.
2 – تحقيق السلام عبر المفاوضات من خلال الطرق الدبلوماسية.
3- بدء مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن.
4- وقف تصعيد النزاع من كلا الجانبين.
5- ضمان سيادة الدول والشعوب وفق ميثاق الأمم المتحدة.
6 – توفير ضمانات أمنية لجميع البلدان.
7- ضمان حركة تصدير الحبوب والأسمدة من الدولتين.
8 – توفير الدعم الإنساني لمن وقعوا ضحايا الحرب، وتسوية موضوع تبادل أسرى الحرب.
9 – إعادة الإعمار بعد الحرب.
10 – توفير تفاعل أوثق مع الدول الأفريقية.
الرد الروسي
وقد قدم الرئيس الروسي للقادة الأفارقة قائمة بالأسباب التي تجعله يعتقد أن معظم مقترحاتهم لا تستند لأسس سليمة مما وأد خطتهم تقريبا في مهدها، وهي خطة لاقت أيضا في مجملها رفضا من كييف.
وأكد بوتين موقفه بأن من بدأ الصراع هو كييف والغرب، قبل وقت طويل من إرسال روسيا قواتها المسلحة عبر الحدود إلى أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي.
وقال إن الغرب، وليس روسيا، هو المسؤول عن الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء العالمية أوائل العام الماضي، وكانت كانت الدول الأفريقية أكبر المتضررين منه.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في تصريحات أذاعها التلفزيون- إن بلاده تتفق مع “المنهجيات الرئيسية” للخطة الأفريقية، في حين نقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله “من الصعب تحقيقها”.
اهتمام وانفتاح
وقال بيسكوف إن الرئيس أبدى اهتماما بالخطة التي عرض رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا نقاطها العشر، وإن روسيا ستواصل الحوار مع الدول الأفريقية.
وعاد لافروف ليقول إن القادة الأفارقة لم ينقلوا أي رسالة من زيلينسكي إلى الرئيس بوتين.
وأوضح أن الرئيس أكد انفتاحه على “حوار بناء مع الراغبين في سلام يستند إلى مبادئ العدالة، مع أخذ المصالح المشروعة للأطراف بالاعتبار”.
ونقلت وكالات الأنباء عن بوتين قوله “في روسيا، نكنّ احتراما كبيرا لموقف الدول الأفريقية من أجل الحفاظ على الاستقرار (..) وندعم تطلعاتها نحو سياسة سلمية”.
وكان زيلينسكي قد قال -بعد لقائه القادة الأفارقة في كييف الجمعة- إن محادثات السلام مع موسكو لن تكون ممكنة إلا بعد أن تسحب قواتها من الأراضي الأوكرانية المحتلة، وهو ما تقول روسيا إنه لا يمكن التفاوض حوله.
وقد تضررت القارة الأفريقية بشدة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، مع ارتفاع أسعار الحبوب والأسمدة والتأثير الأوسع للحرب على التجارة العالمية.