من المتوقع أن تخيم التوترات بين الولايات المتحدة والصين على اجتماع أمني بارز في آسيا بعدما رفضت الصين عقد لقاء ثنائي بين وزيري دفاع البلدين، وأبدت واشنطن أسفها على ذلك.
ويجتذب حوار شانغريلا مشاركة من كبار مسؤولي الدفاع والقادة العسكريين والدبلوماسيين ومصنعي الأسلحة والمحللين الأمنيين من أنحاء العالم، وسيعقد في سنغافورة في الفترة من الثاني حتى الرابع من يونيو/حزيران.
وستحضر وفود قوامها 600 فرد من 49 دولة الاجتماع الذي يُفتتح بخطاب لرئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز.
ويقول محللون إن الحوار بالغ الأهمية نظرا لعدد الاجتماعات العسكرية الثنائية ومتعددة الأطراف التي تعقد على هامشه، فضلا عن الجلسات الحوارية والكلمات التي يلقيها وزراء دفاع.
رفض صيني وأسف أميركي
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الاثنين أن وزير الدفاع الصيني الجديد لي شانغ فو رفض الاجتماع بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية في مؤتمر صحفي في بكين ردا على سؤال عن الرفض إن التواصل بين الجيشين مستمر طوال الوقت، لكن الصعوبات والعقبات الحالية “تقع مسؤوليتها بالكامل” على عاتق الولايات المتحدة.
وأضاف المتحدث “من ناحية تقول الولايات المتحدة مرارا إنها تريد تعزيز التواصل، ومن ناحية أخرى تتجاهل مخاوف الصين وتختلق العقبات بما يقوض بشكل خطير الثقة المتبادلة بين الجيشين” دون أن يذكر ما هي تلك العقبات.
ووصف أوستن في تصريحات أدلى بها في طوكيو اليوم الخميس الأمر بأنه “مؤسف”، مؤكدا عدم وجود اجتماع مقرر مع وزير دفاع الصين.
وقال أوستن “سأرحب بأي فرصة للتواصل مع لي.. أعتقد أن وزارتي الدفاع يجب أن تتواصلا بانتظام أو تكون بينهما قنوات اتصال مفتوحة”.
وأضاف في تصريحات للصحفيين في العاصمة اليابانية “لقد سمعتموني أتحدث مرات عدة عن أهمية الدول التي تتمتع بقدرات كبيرة، وضرورة أن تتحدث مع بعضها البعض حتى تتمكن من إدارة الأزمات ومنع الأمور من الخروج عن نطاق السيطرة من دون داع”.
وأضاف أن “عمليات الاعتراض الاستفزازية الأخيرة لطائراتنا وطائرات حلفائنا” من قبل الصين “مقلقة للغاية”.
وتابع “نأمل أن يغيروا أفعالهم، لكن بما أنهم لم يفعلوا ذلك بعد، فأنا قلق بشأن وقوع حادث في وقت ما يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة جداً”.
والثلاثاء أعلن الجيش الأميركي أن طيارا حربيا صينيا قام “بمناورة عدوانية غير مبررة” الجمعة قرب طائرة استطلاع عسكرية أميركية كانت تحلق فوق بحر الصين الجنوبي.
وأظهرت لقطات فيديو طائرة مقاتلة تمر أمام طائرة أميركية تهتز بفعل الاضطرابات الناجمة عن مرور المقاتلة الصينية.
وردت الصين الأربعاء باتهام الولايات المتحدة بالقيام بـ “مناورات استفزازية وخطرة”، مؤكدة أن طائرة الاستطلاع الأميركية “توغلت عمدا في منطقة التدريب التابعة لنا”.
وتأتي هذه الأحداث في وقت يرتفع فيه منسوب التوتر بين بكين وواشنطن على خلفية قضايا مثل تايوان وتحليق منطاد صيني فوق الأراضي الأميركية مطلع العام.
ملفات أخرى على طاولة الاجتماع
ويقول محللون إنه من المتوقع أن تتصدر ملفات أخرى أيضا جدول أعمال الحوار منها حرب روسيا في أوكرانيا، والتوتر بين الصين وتايوان، وبرامج الأسلحة الكورية الشمالية، لكن لن تحضر وفود ممثلة لروسيا ولا لكوريا الشمالية الاجتماعات.
ويشير دبلوماسيون من المنطقة ومحللون في مجال الدفاع إلى أن الأنظار ستتركز على أداء الجنرال لي الذي تولى منصب وزير الدفاع الصيني في مارس/آذار الماضي، وفرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في 2018 بسبب مشتريات أسلحة من روسيا.
وأضافوا أنه على الرغم من أن منصب وزير الدفاع في الصين دبلوماسي وشرفي إلى حد كبير، لكن لي عضو في لجنة الدفاع المركزية التي تتمتع بنفوذ، وتتبع الرئيس شي جين بينغ ومقربة من حليفه العسكري الأساسي الجنرال تشانغ يوكسيا.
ومن المتوقع أيضا أن تناقش الاجتماعات قضايا رئيسية أخرى مثل التوترات بسبب النزاعات في بحري الصين الجنوبي والصين الشرقي.
كما قد تتناول النقاشات العلاقات الأمنية التي تتطور في إطار “أوكوس”، وهو تجمع معني بتوثيق الصلات بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، إضافة لمجموعة الحوار الأمني الرباعي بين الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، خاصة بالنظر إلى مخاوف الصين من أن التجمعين هما محاولة لتطويقها.
واشنطن وطوكيو تعززان تحالفهما العسكري
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الخميس في طوكيو إن الولايات المتحدة واليابان تعملان على تحديث تحالفهما العسكري في مواجهة تهديدات الصين وكوريا الشمالية وروسيا.
وأشار أوستن إلى أن البلدين يواجهان “تحديات مشتركة مرتبطة بالسلوك القسري” للصين و”الاستفزازات الخطيرة لكوريا الشمالية والحرب الوحشية التي اختارتها روسيا في أوكرانيا”.
وأضاف “لكننا متحدون بمصالحنا وقيمنا المشتركة ونتخذ خطوات مهمة لتحديث تحالفاتنا وتعزيز ردعنا”.
وأشار أوستن إلى التعاون الثلاثي مع أستراليا وكوريا الجنوبية وكذلك زيادة “وتيرة ونطاق وحجم” المناورات والتدريب.