يقوم رجال الإنقاذ بتمشيط المياه الواقعة قبالة اليونان اليوم الخميس في بحث واسع النطاق، في وقت تتضاءل فيه الآمال بشأن العثور على ناجين من حادث غرق قارب صيد صباح أمس الأربعاء، أسفر عن مقتل 79 مهاجرا على الأقل، في واحدة من أكثر الحوادث دموية في أوروبا خلال الأعوام الأخيرة.
ومع فجر اليوم الخميس، أبحرت سفينة تابعة لخفر السواحل اليوناني باتجاه مدينة كالاماتا الساحلية القريبة، لنقل الضحايا، موضحة أنه قد تم إنقاذ 104 أشخاص.
ويواصل زورقا دوريات وفرقاطة تابعة للبحرية اليونانية و3 مروحيات و9 سفن أخرى، مسحَ المياه غرب سواحل بيلوبونيز، وهي واحدة من أعمق المناطق في المتوسط.
وقالت السلطات إن عدد من كانوا على متن القارب لم يتضح، ولكنها تتحقق حاليا من رواية مؤسسة خيرية أوروبية تدعم عمليات الإنقاذ، وتفيد بأنه من المحتمل أن القارب الذي يتراوح طوله بين 20 و30 مترا، كان يحمل على متنه 750 شخصا.
وأكد خفر السواحل اليوناني مصرع 79 شخصا حتى الآن، لكن المنظمة الدولية للهجرة قالت إنها “تخشى أن يكون مئات الأشخاص” قد غرقوا “في واحدة من أسوأ الحوادث مأسوية في المتوسط منذ عقد”.
وبحسب الناجين، فقد استقل المهاجرون قارب الصيد الذي أبحر من طبرق في ليبيا، وكان في طريقه إلى إيطاليا.
وأمرت المحكمة العليا اليونانية بإجراء تحقيق لتحديد أسباب المأساة التي صدمت اليونان، التي تتهمها المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الدولية منذ سنوات بإبعاد المهاجرين الذين يطلبون اللجوء في الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت اليونان الحداد 3 أيام حتى السبت المقبل بعد المأساة التي وقعت قبل قليل من الانتخابات التشريعية يوم 25 يونيو/حزيران الجاري، وهي الثانية في شهر.
من ناحية أخرى، قال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي اليوم الخميس إن القارب المنكوب موجود في منطقة البحث والإنقاذ التي تقع تحت مسؤولية أثينا.
وأضاف “لكن هذا لا يعني إلقاء اللوم على اليونان، بل إن الأمر يتعلق فقط بتحديد مناطق المسؤولية”.
وقال متحدث باسم خفر السواحل اليوناني إن المهاجرين على قارب الصيد، الذي انقلب في المياه الدولية على بعد نحو 80 كيلومترا من مدينة بيلوس الساحلية الجنوبية، أرادوا الذهاب لإيطاليا، ورفضوا المساعدة اليونانية.
وفي أعقاب الكارثة، دعت الأمم المتحدة إلى توفير طرق آمنة للاجئين. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الخميس “هذا مثال آخر على حاجة الدول الأعضاء إلى الاجتماع، وتوفير ممرات آمنة منظمة للأشخاص المضطرين إلى الفرار، ومن أجل إجراء شامل لإنقاذ الأرواح في البحر”.
توقيف 9 مصريين
في الإطار ذاته، أوقفت السلطات اليونانية بعد غرق القارب 9 أشخاص يحملون الجنسية المصرية، بينهم قبطان المركب، ويشتبه في أنهم مهربون في اليونان، وفق ما أفاد مصدر في أحد الموانئ لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأورد المصدر المذكور أن قارب الصيد كان غادر مصر فارغا قبل أن يستقله مهاجرون في مدينة طبرق الساحلية بشرقي ليبيا، وكان متوجها إلى إيطاليا.
وذكرت وكالة الأنباء اليونانية أن الأشخاص أوقفوا في كالاماتا، ميناء شبه جزيرة بيلوبونيز الذي نقل إليه الناجون، ويشتبه في أنهم مارسوا “التهريب غير القانوني” للبشر.