12/2/2024–|آخر تحديث: 12/2/202403:29 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تصاعدت اليوم الدعوات الإقليمية والدولية بوقف العدوان على رفح، ومنع عملية اجتياح بري توعدت بها إسرائيل، وتثير قلقا بالغا في أرجاء العالم.
واستشهد خلال الليلة الماضية نحو 100 فلسطيني وأصيب العشرات، معظمهم نساء وأطفال، في قصف إسرائيلي عنيف على منازل ومساجد في رفح جنوبي قطاع غزة.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الهجوم استمرارا لحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، ودعت إلى تحرك دولي عاجل لوقف العدوان.
تركيا تعبر عن قلقها
وأعربت وزارة الخارجية التركية، عن بالغ قلقها إزاء الهجمات الإسرائيلية المتزايدة على مدينة رفح في قطاع غزة.
وطالبت الخارجية التركية -في بيان لها اليوم الاثنين- المجتمع الدولي ومجلس الأمن لاتخاذ الخطوات اللازمة لإيقاف إسرائيل في هجومها على غزة.
وأضافت أن هذه الهجمات تعتبر بمثابة جزء من خطة طرد الشعب الفلسطيني من أرضه.
ورفح هي آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، وتضم أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى.
ويستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن ملك الأردن عبد الله الثاني في واشنطن اليوم الاثنين، ومن المتوقع أن يناقش الزعيمان القلق المتزايد بشأن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في مدينة رفح، وكذلك جهود إعادة المحتجزين في غزة.
بوريل: علينا فعل شيء غير القلق
أوروبيا، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل إن 1.7 مليون فلسطيني في مدينة رفح ليس لديهم مكان يلجؤون إليه، وإنه يجب أن يستمر الضغط على إسرائيل لمنعها من مهاجمة المدينة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الاثنين، قبيل مشاركته في الاجتماع غير الرسمي لوزراء التنمية في بلدان الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
وأوضح بوريل أن الاجتماع سيتناول آخر التطورات المتعلقة بالأزمة الإنسانية الحاصلة في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة.
وأضاف “علينا فعل شيء غير الإعراب عن قلقنا، والكثير من الناس باتوا يقولون إن تصرفات إسرائيل غير متناسبة، وإن عدد القتلى بلغ حدا لا يطاق. حتى الرئيس الأميركي جو بايدن قال ذلك بالأمس”.
مدير منظمة الصحة يعبر عن قلقه
وبدوره، جدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم الاثنين الدعوة إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وعبر عن قلقه بشكل خاص إزاء الهجمات الإسرائيلية على رفح، حيث فر معظم سكان القطاع.
وقال غيبريسوس إن 15 فقط من أصل 36 مستشفى في غزة “لا تزال تعمل جزئيا أو بالحد الأدنى” من طاقتها، وإن العاملين في مجال الإغاثة يبذلون قصارى جهدهم في ظل ظروف لا يمكن تصورها.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 85% من سكان غزة نزحوا، وإن القطاع يواجه مجاعة حيث يعاني واحد من كل 5 أطفال دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد.
تحذير من أطباء بلا حدود
وقد حذرت منظمة أطباء بلا حدود، الاثنين، من أن هجوم إسرائيل البري المحتمل على مدينة رفح جنوب غزة سيكون كارثيا، ويجب وقفه في المنطقة المكتظة بمئات آلاف النازحين الذين لجؤوا لها للنجاة من القصف العنيف في بقية مناطق القطاع.
وقال مدير عام المنظمة، ميني نيكولاي، في سلسلة منشورات على منصة إكس “الهجوم البري الإسرائيلي المعلن على رفح سيكون كارثيا، ويجب ألا يستمر”، وسط تحذيرات دولية من إبادة قد تنتج عن استهداف المدينة المكتظة بالنازحين.
وحذّر نيكولاي قائلا “مع استمرار القصف الجوي للمنطقة، يواجه الآن أكثر من مليون شخص، يعيش العديد منهم في خيام وملاجئ مؤقتة، تصعيدا كبيرا في هذه المذبحة المستمرة”.
إسرائيل: أمام الأمم المتحدة خياران
وقد حث المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، وكالات الأمم المتحدة على إجلاء المدنيين من أماكن القتال، وقال إن أمام الأمم المتحدة خيارين هما إنقاذ حماس أو إنقاذ المدنيين.
وأكد أن الحرب ستتواصل حتى القضاء على حماس وإطلاق سراح الرهائن، وإنه سيكون الأمر سخيفا إن توقفت الحرب الآن.
وقال إن على الرئيس الفلسطيني الالتزام بالقضاء على حماس لا دعمها، وإن إسرائيل تتوقع من حلفائها الوقوف إلى جانبها في مواجهة حماس.
وشهدت رفح فجر الاثنين ليلة دامية راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى إثر غارات إسرائيلية عنيفة، واشتباكات بين المقاومين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي شمال غرب المدينة المكتظة بالنازحين، في تجاهل إسرائيلي واضح للتحذيرات الدولية.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، روى في وقت سابق الاثنين، ما قال إنها تفاصيل تحرير أسيرين فجر الاثنين، في عملية عسكرية برفح ارتكب خلالها مجازر، وفق حركة حماس.
وقوبلت الهجمات الشرسة على رفح ليلة الاثنين بتنديد وإدانة فلسطينية، وسط تحذيرات من استخدامها أسلوبا للتهجير القسري للفلسطينيين خارج قطاع غزة، خاصة مع الإعلان الإسرائيلي عن الاستعداد لاجتياح المدينة المكتظة بمئات آلاف النازحين.
ومنذ 129 يوما تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى اليوم الاثنين 28 ألفا و340 شهيدا و67 ألفا و984 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية، مما أدى إلى محاكمة إسرائيل بتهمة جرائم إبادة لأول مرة منذ تأسيسها.